المعجم اليمني

أوي

أ و ي

تعريف-1: أوَّى: بقي ودام، أو أمضى زمناً طويلاً بمقياسِ ما تبقى وتدوم الأشياء الّتي من ضربه. يقال: أوّى هذا البناء القويّ أحقاباً منَ الزّمن. وفي المضارع تحذف ألفه المهموزة فلا يقال: يُؤَوِّيْ، بل يُوِّيْ. مثل: هذا بناءٌ يُوِّيْ الدّهر، وهذا بناءٌ ما يُوِّيْ. أي إنّ الكلمة تقال مطلقة، ويترك تقدير الزّمن للذّهن، فيقال: هذا يُوِّي وهذا ما يُوِّي. وجاء في الأمثال (من مجزوء البسيط) ـ ولعلّه ممّا ينسب إلى شاعر حكيم اسمه (ابن خولان): الصّاحِبَ الجِيْدْ٭وِسْلَهْ٭للزَّمانْ
والصّاحِبَ الفَسْل ما يُوِّيْ ثمانْ والثّمان: الأسبوع، لم نكن نقول للأسبوع إلّا: ثمان، ونجمعه على: ثوامن، والشّهر أربع ثوامن. استطراد الشّاهد الشّعريّ السّابق ضرب من مجزوء البسيط، وهو قليلٌ بل نادرٌ في الشّعر العربيّ، حتّى إنّ العروضيين لا يجدون له إلّا أمثلةً قليلةً مثل: سائلْ سُلَيْمى إذا لاقيتها: هل يُبْلَغَنْ بلدةٌ إلّا بزاد؟ ومثل: ماذا وقوفي على ربعٍ خلا! مخلولقٍ دارسٍ مستعجمِ وأورد ابن قتيبةَ المقطوعتين الشّعريّتين، الّتي منهما هذان الشّاهدان، واستغرب أنّ يختار الشّعر مثل هذا الوزن. ولو أنّه سمع هذا الوزن وهو يُغنّى بالألحان التّراثيّة اليمنيّة أو الألحان العفويّة، لعرف أنّه وزنٌ شعريٌّ جميل. أمّا في الحمينيّ وشعر العامّيّة في اليمن فهو واسع الاستعمال، ومنه قصائدُ طويلةٌ مثل: يا مَنْ عَلَيْكْ التَّوَكُّلْ والخَلَفْ وِمَنْ لكَ الطافْ فينا ساريه وكلّ ما كانت تُغنّى به (الدّودحيّة) أو ما ينسب إلى (ابن خولان) من هذا الوزن ؛ وانظر (ج ب ا=الجُبا) و(ج ف ج ف). وليس في أَوَّى ويِوِّي ترادفٌ تامٌّ مع بقي أو دام أو استمرّ؛ إذ إنّ فِعلي أوَّى ويوِّي يتضمّنان معنى قوّة البقاء والقدرة على الدّوام والاستمرار لا مجرّد الفعل, فلا يقال: أوَّى المطر ثلاث ساعات مثلا، لأنّ مثل هذا التّعبير لا يفيد إلّا فعل الاستمرار عمليّا, وليس امتلاك قوّة الاستمرار؛ وفي النّفي انتفى الاستمرار لانتفاء قوة وجود الشّيء فيما يفترض أن يكون وجوده ففيه قويًّا.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter