المعجم اليمني

بدع

ب د ع

تعريف-1: البَدّاع: شاعر القبيلة الّتي يناضل عنها في المعارك الشّعريّة، والّذي ينطق بلسانها شعراً في المواقف، وأشقّ مهامّه الشّعريّة هي البِدْعُ و(الجواب) في (الَملْقَى). والملْقى يكون بين قبيلتين أو أبناء منطقتين لخلافٍ نشب بينهما أو لقضيّةٍ تهمّهما. وحينما يكون (البَدّاع) هو البادئ، فإنّ عليه أن يطرح القضيّة من وجهةِ نظرِ أصحابه بدون زيادةٍ ولا نقصان، وبدون أيّ استفزازٍ أو إساءةٍ إلى الجانب الآخر، حتّى لا يتسبّب في مشكلةٍ أخرى، ولهذا فإنّ عليه أن يزِن كلماته بميزانٍ دقيقٍ منَ الموضوعيّة والالتزام بالأعراف والأصول، وكلّ ذلك من خلال بيتين اثنين منَ الشّعر كما هو الأعمّ والأغلب. وحينما يتولَّى (البَدّاع) مُهمّة (الجواب) يكون الأمرُ أكثرَ صعوبة؛ إذ إنّ عليه أن يعيدَ طرح القضيّة كما يفهمها أصحابه، وأن يجيب على أهمّ ما جاء في كلمات(بدّاع) الجانب الآخر بكلماتٍ موازيةٍ لها ومتوازنةٍ معها بلا تقصيرٍ وبلا شطط. هذه هي الأصول في (البِدْع) و(الجواب)، ودعك ممّن نزلوا بهذا الفنّ إلى مستوى النّقائض الّتي يرمي الخصم فيها خصمه بكلّ حجرٍ ومدرٍ دون التزامٍ بأيّ قيمةٍ منَ القيم. وقد يقول أيُّ شاعرٍ عن نفسه أنّه (البَدّاع)حينما يقول شعراً ولولم يكن هو(بدّاع) قبيلة، بل قد يكون شيخاً مثل قول عليّ ناجي القوسيّ (منَ المديد): قالها البَدّاعْ مِنْ صُلْبِ ناجيْ خاطِرِشْ ياساحَةَ الجَحْمَلِيِّهْ خَاطِرَكْ يالمْامْ مِنْ قَلْبِ محْرَقْ ما أُمُوْر إلّا وتِصْبِحْ جَلِيِّهْ أمّا شاعر القبيلة فكثيراً ما يقول في شعره عن نفسه أنّه (البَدّاع) أو (بَدّاع القوافي) وقد يسمّى أصحابه في أثناء الحرب جيشاً، ويسمّي نفسه (بَدّاع الجيش) مثل قول شاعرٍ من بلحارث متحدّياً شريف بيحان(منَ المتدارك): قالْ بَدّاع جيشَ اسفلَ الواديْ بوْرةَ المِلْحِ ما كانْ نعطيها ومعلومٌ أنّ (المتدارك) هو البحر السّادس عشر الّذي أضافه الأخفش ولم يوردِ الخليل شيئًا عنه أو منه، ولهذا يسمّى (المحدث) أيضاً، كما يسمّى (المخترع) و(ركض الخيل)، وشواهده في الشّعر العربيّ قليلة، ولكنّه في (الزّوامل) و(الرّزفات) اليمنيّة كثير، ولهم فيه تصرُّفاتٌ وجوازاتٌ لم تُشِر كتب العَروض إلى شيءٍ منها؛ انظر(كتاب الزّامل لصالح أحمد الحارثيّ).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter