المعجم اليمني

بلقس

ب ل ق س

تعريف-1: ذكر القرآن الكريم ملكة سبأٍ الّتي كانت تحكم المملكة السّبئيّة في أوائل الألف قبل الميلاد معاصرةً للملك سليمانَ بنِ داود، وذكر قصّتها معه، ولكنّه لم يذكرِ اسمها العَلَمَ الّذي كانت تُعرف به. والمفسرون الأوائل للقرآن في عصر الرّسول وصدر الإسلام هم الّذين ذكروا أنّ اسمها هو: بلقيس، وعنهم شاع هذا الاسم واشتهر وأخذ به المؤرّخون. فهي عندهم بلقيس بنت الهدهاد، أو بلقيس بنت شراحيل، أو بلقيس بنت ذي شرح أو بنت إلي شرح … إلخ. ووجود ملكةٍ لسبأ في هذه الحقبة التّاريخيّة أمرٌ لا مِراءَ فيه، لما جاء في القرآن الكريم، ولما بقي في أذهان النّاس من ذكرٍ لها، ولكنّ اسمها هو الّذي لا يزال محلّ بحثٍ وخلاف. وليس الجانب التّاريخيّ، هو الأمر المتوخّى هنا, حتّى نسترسل في الحديث عنه. ولمّا كان الجانب اللُّغويّ هو ما نتوخّاه، فإنّ ما يمكن أن يقال في بلقيسَ هو أنّه اسمٌ مركّب، وقد أشار نشوان بن سعيدٍ في شمس العلوم (ب ل ق ي س) إلى أنّه اسمٌ مركّب، ولكنّنا لا نتّفق معه على التّعليل الّذي أورده لهذا التّركيب. ونظراً إلى أنّ النّقوش المسنديّة لم تسعفنا حتّى الآن باسم هذه الملكة، فإنّ ما نراه الآن هو أنّ كلمة بلقيس مركّبةٌ من حرف الجرّ (ب) وكلمة (إل) بمعنى (إله) و(قَيْس) اسم إلهٍ بعينه. ومنَ القرائن ـ ولا نقول الأدلّة ـ الّتي تسند هذا الرّأي، ما يلي: ـ أوّلاً: أنّ منَ الآلهة العربيّة القديمة إلهٌ اسمه (قيس) أو (القيس) أو (إل قيس ـ أي الإله قيس) بدليل شيوع أسماءٍ مثل (عبد القيس ـ عبد إل قيس ـ) ومرء القيس ـ امرئ إل قيس). ثانياً: أنّ هنالك علاقةً ما بين إله سبأٍ الأعظم (إل مقه) وبين الإله (إل قيس)، وذلك من خلال الرّواياتِ العربيّة، ولكنّ (إل قيس) أصبح عندهم هو بلقيس، وفي هذا الصّدد يقول الهمدانيّ ونقله عنه نشوانَ في شرح النّشوانيّة: «قال أبو محمّد: لمَّا ولي ياسر يهنعم المُلكَ أقَرّ بلقيس على ملكها بمارب ولم يغيّر عليها شيئًا من أمورها». والّذي نعرفه من خلال النّقوش أنّ الّذي أقرّه الحِمْيَريّون عند حلولهم محلّ السّبئيّين في الحكم هو أمر الإله السّبئيّ الأكبر (المقه) فلم يغيّروا عليه شيئًا بل حكموا باسمه رغم أنّ ما كان معهوداً هو أنّ يحلّ الغالب إلههُ محلّ إله المغلوب. ثالثاً: ذكر الهمدانيّ أنّ بلقيس كانت تسمّى أيضاً: يلمقه، وبلمقه، وألمقه، وهذا أيضاً من أوضح الأدلّة على المزج بين بلقيس والمقه. والاسم بلمقه من هذه الأسماء مركّبٌ تركيبَ الاسم بلقيس، وأصله فيما نرى (ب إل مقه) ومثله (ب إل قيس). وعبارة (ب إل مقه) كثيرةٌ في نقوش المسند كثرةً كبيرة، فلا يكاد نقشٌ من النّقوش المقدّمة للإله المقه في أيّ معبدٍ من معابده يخلو منها وخاصّةً في نهاية النّقش حينما يتضرّع صاحبه ويختتم دعاءه بعبارة (بالمقه)؛ أي: بحقّ الإله المقه أو بقوّته وقدرته. ولا نستبعد أنّ (إل قيس)؛ أي إله الشّدّة والقوّة، كان من أسماء الصّفات الجارية على الألسن للإله المقه. ولم نجدها مستعملةً في النّقوش المكتشفة حتّى الآن، ولكن يبدو أنّ النّاس كانوا يقولون (ب إل قيس) كما تقول النّقوش(ب إل مقه) و(ب إل قيس) هي الّتي أصبحت بلقيس. ولعلّ المزيد منَ النّقوش المكتشفة سيأتي بما يؤيّد هذا التّحليل اللُّغويّ للاسم (بلقيس) بغضّ النّظر عمّا إذا كان اسماً لملكة سبأٍ أم لا. وأخيراً فإنّه ليس في اللّسان شيءٌ من مادّة (ب ل ق س)، أمّا في التّاج فقال: أهملها الجوهريّ وصاحب اللّسان، وبلقيس هي ملكة سبأٍ الّتي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز.. إلخ. تعريف-2: البَلْقَسَة: النّظر بعينين لامعتين، فيهما بريق التّأمّل أو التّعجّب، وأكثر ما يقال ذلك للعينين الصّغيرتين اللّامعتين، يقال: بَلقس الطّفل من خلال لفائفه يُبَلْقسُ بَلْقسَةً فهو مُبَلقِس، وأوّل ما يتبادر إلى أذهان عامّة النّاس حول فتاةٍ اسمها بلقيس هو أنّ لها عينين صغيرتين ذكيّتين لامعتين تُبَلقس بهما بَلْقَسة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter