المعجم اليمني

بلسن

ب ل س ن

تعريف-1: البِلْسِنُ، بكسرٍ فسكونٍ فكسر: العدسُ، ولا ننطقها إلّا البِلْسِنُ بكسر الباء والسّين وبينهما لامٌ ساكنة. لا تعرف لها لهجاتنا غيرَ هذا الاسم، ورغم أنّ البعض أخذ يستعمل كلمة العدس، إلّا أنّ البِلْسِن لا يزال هو الاسم الشّائع على ألسنة غالبيّة النّاس العظمى. والبِلْسِن كلمةٌ قديمةٌ وردتْ في النّصوص المسنديّة المكتوبة بخطّ الزّبور المحوّر منَ المسند، والّتي لم يتمَّ نشرها، وأوردها نشوانُ بن سعيدٍ في شمس العلوم بهذا الضّبط فقال: فِعْلِل بالكسر(سن) البِلْسِن: العدس، وفي حديث عطاء: «في البِلْسِن الصّدقة» ولم يورده لا بصيغة البُلْسُن بالضّمّ، ولا بصَيغة البُلُس بضمّتين وحذف النّون كما فعل اللُّغويّون. والبِلْسِنُ: من غلال المناطق المرتفعة قصيرة المدى، فهو يُحصد على ثلاثة أشهرٍ في أكثرِ المناطق برودة، ولكنّ هذه المدّة تقصر كلمّا كانتِ المنطقة أقلّ برودة، ولكنّه لا يصلح في الأودية العميقة المائلة إلى الحرارة ولا في المناطق الحارّة بالأولى. والبِلْسِنُ منَ الغلّاتِ الّتي يطلق عليها اليوم اسم (المعلاة)، وتسمّى في نقوش المسند (العَلاة) وذلك لزراعتها في المناطق العالية. ويأتي ذكر البِلْسِن في القواميس العربيّة، مع النّصّ على أنّها لغةٌ يمانية في العدس، ولكنّهم يجعلونها بضمٍّ فسكونٍ فضمّ، أي بُلْسُن ـ كما سبق ـ ونطقها ثقيلٌ على اللّسان، ونحن لا نقولها إلّا بكسرٍ فسكونٍ فكسر، وكذلك أوردها نشوان بن سعيدٍ في قاموسه شمس العلوم. و القواميس تستشهد على هذه الكلمة من نصوص التّراث بشطرٍ وحيدٍ من بيت شعرٍ لم نعرف له قرينا، بل لم نعرف حتّى شطره الثّاني، والشّطر كما أورده اللّسان وتاج العروس جاء على لسان حضريٍّ يفاخر البدو، وكأنّه شاعرٌ يمنيٌّ يقول: (وهل كانتِ الأعراب تعرف بِلْسِنا) وتذكر القواميس لهذه الكلمة نطقاً آخرَ وهو بُلُس بضمّتين، وتقول: إنّها تعني العدس في لغة أهل اليمن مثل البلسن، ولم نسمع كلمة البُلُس في لهاجتنا أبدا. والبِلْسِن، يطلق على النّبات وعلى الحبوب, وجاء في الأمثال: «قَرْدِعْ لَكْ بِلْسِنْ» والقَرْدَعةُ: وضع الأشياء بعضُها فوق بعض؛ وحبوب البِلسِن محدَّبةٌ منَ الجانبين، فلا تثبت منها حبّةٌ فوق حبّة، ويضرب في كلّ عملٍ تحاوله فلا يتمّ. والبِلَيْسِنان والبِلَيْسِنِة: ذلك الطّحْلُب الّذي ينمو على وجه الماء الرّاكد، وأوراقه صغيرةٌ مدوّرةٌ كأنّها حبوب البِلْسِن. وجاء في الأمثال: (ذِيْ ما يِعْرِفْ، يِقُولْ بِلْسِنْ)، وهذا المثل معروفٌ في بلدانٍ عربيّةٍ أخرى؛ ففي بلاد الشّام يقولون: يا للّي ما بِيعرِف يقول عدس؛ ولا أعرف إن كان له قصّة في الشّام، أمّا في اليمن فله قصّة طريفة معروفة تقول: كان رجلٌ وزوجته في قطعة أرض لهما مزروعة بِلْسِناً، ومرّ بالمكان شابّ وطلب من الزوج ـ وهو في طرفٍ من الأرض ـ أن يعطيه قبضةً يتسلّى بأكل حبّاتها، فقال له: البِلْسِن هنا لم يكتمل نموّه، وهو مكتمل في الطّرف الآخر، فاذهب إلى زوجتي وستعطيك، وكان الشّاب وغداً يحبّ المزاح الثّقيل، فذهب إلى الزوجة وهي امرأة ريفيّة ساذجة، وقال لها: اعطيني بوسة ـ قُبلة ـ فعنّفته وشتمته، ولكنّه قال: لقد أذن لي زوجك واسأليه إن شئت، فنادته قائلة: هل أعطيه؟ ولمّا أجابها بالإيجاب، أمالت خدّها فقبّلها الوغد، ورآه الزّوج فأقبل وهو يهدر غاضباً، ولكن الخبيث اقتلع قبضة من البلسن وهرب، فأخذ الزّوج يطارده ويرجمه بالحجارة، والنّاس يعاتبونه على ما يفعله من أجل قبضة من البلسن، وهو يقول: «ذي ما يعرف يقول بلسن».


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter