المعجم اليمني

جرف

ج ر ف

تعريف-1: الجَرفُ والجُرُوْف: تطلق في اللّهجات اليمنيّة على ما يكون في الجبال منَ الكهوف الواسعة، وخاصّةً تلك الّتي تكون في أسفل الشّواهق الصّخريّة، كما تطلق على ما نحته الأقدمون، من جروفٍ كانت في أغلبها نواويسَ لموتاهم. والجُرُوف الطّبيعيّة منها ما هو كبيرٌ وواسع، يتّسع للمئاتٍ من رؤوس الأغنام الّتي تلجأ إليها طلباً للكِنان عند هطول الأمطار، وتسميتُها بالجُروف لها ما يبرّرها؛ لأنّها تتكوّن بفعل اجتراف التّربة وتحاتّ التّكوينات الهشّة في أسفل الشّواهق الصّخريّة وتآكلها. أمّا ما نحته الأقدمون لدفن موتاهم ولأغراضٍ أخرى، فقد سمّيت بالجروف توسيعاً لدلالة الجَرْف، ويبدو أنّ الهمدانيّ استعمل كلمة الجروف كتسميةٍ لهذه النواويس، وذلك عند حديثه عن نواويس قلعة وادي ظهر في (الإكليل: 2/12) حيث قال: «وفيه من البيوت المنحوتة في الصّخر في جوانبِ قلعته ما ليس في بلد، وكأنّ هذه البيوت خروقُ نواويسَ لموتاهم، وهم فيها إلى اليوم، وقد رأيت جثثهم فيها ما يزيد على أهل عصرنا وفيها ما هو مثلها..إلخ». ونرى أنّ كلمة «خروقٍ» في كلام الهمدانيّ ما هي إلّا كلمة «جروف»، تحرّفت على يدِ النّسّاخ؛ لأنّ كلمة خروقٍ لا تتناسب مع وصفه لهذه النّواويس وتشبيهه لها بالبيوت. وفي منطقتِي ناووسٌ كبيرٌ لا يسمّى إلّا «جرف أسعد» نسبةً إلى الملك أبي كرب أسعد الكامل، وهو ـ بلا شكٍّ ـ مقبرةٌ مهمّةٌ كبيرة، منحوتة في الصّخر، وكانت مصمتةً لا يُهتدى إليها، ولكنّ صاعقةً ـ كما يتداول النّاس ـ ضربتِ المكان قبل مئاتِ السّنين ففتحت فيه باباً ودخله النّاس واستولوا على ما فيه. هذا وفي دلالات مادّة « جرف » في المعجمات ما يقارب هذه الدّلالات، إلّا أنّ ما في دلالاتها من توسّعٍ في اللّهجات اليمنيّة يتناسب مع التّفاوت بين بيئتين: طبيعيّةٌ جبليّةٌ زراعيّة، واجتماعيّةٌ حضريّة، وأخرى صحراويّةٌ بدويّة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter