المعجم اليمني

حجا

ح ج ا

تعريف-1: الحِجَى: السّتر والوقاية من كلّ مكروه. يقولون في الدّعاء: اذهب يا فلانُ لكَ الحِجَى والنّجا. والمُحاجي: هو الله سبحانه وتعالى، يقال: الله يُحاجِي عليك كما حاجَى على محمّد X؛ أي: كما حاجى عليه في الغار، أو كما حاجى عليه من جميع ضروب الكيد. وفي التّصريف يقال: حاجى الله على فلانٍ يحاجي عليه حِجًى ومحاجاةً فهو مُحاجٍ عليه والإنسان مُحاجى. والمُحاجاةُ هنا معنويّة، فهي وقاءٌ وسترٌ بدون جسمٍ مادّي. ويقال أيضا: حاجى فلانٌ على فلانٍ يُحاجي مُحاجاة، والمحاجاة هنا إمّا مادّية؛ كأن يحمي شخصٌ شخصاً آخر بجسمه عند تعرّضه لما يؤذيه من ضربٍ أو غيره، وإمّا معنويّة؛ كأن يعلن شخصٌ أنّ فلاناً في كنفه أو جواره فيحاجي عليه ممّن يريدون به شرّا، فكأنّه واقفٌ بينه وبين خصومه. والمَحْجَى: ما يتّخذه الإنسان وقاءً ليصدّ به عن نفسه، ويطلق المَحْجَى اسماً للمترس أو المِتراس الّذي يحتمي الإنسان خلفه في الحرب، والجمع المحاجي؛ أي: المتاريس. وتَحَجَّى٭فلانٌ خلف الصّخرة أو المترس يَتَحَجَّى تحجّياً وتحِجّايا؛ أي: احتمى وتمترس. ويقال للتّرس أو الدّرقة: مَحْجَى؛ لأنّه يقال: ضربته فتَحَجَّى بالتّرس، وما أظنّ أنّه يطلق على الدّرع الّذي يُلبس اسم المَحْجَى؛ لأنّ المَحْجَى يجب أن يكون قائماً بين الإنسان وبين ما يواجهه، وليس الدّرع كذلك، كما أنّ التَّحَجِّي يفيد الاختباء والتّجمّع خلف المَحْجَى، وليس في لبس الدّرع شيءٌ من ذلك، بينما يكون ذلك خلف التّرس أو الدّرقة. والحِجايَةُ: السِّتْر الّذي يضرب على العروس في ركنٍ من أركان الغرفة ولا تخرج من خلفه إلّا بعد حينٍ لتَتَحَنَّى ثمّ لتُجْلَى ثمّ لتـتزيّن ثمّ لتُزَفّ. ويقال: حاجَى فلانٌ على من يلوذ به وما في كنفه من أهلٍ ومال؛ أي: أحاطهم بحمايته ورعايته. ومثل هذا يقال في اللّهجة المصريّة أيضا، يقولون: «حاجي على عيالك». ولهذه الدّلالة من هذه المادّة ذِكرٌ عابرٌ في القواميس بدون تصريفٍ لها إلى صيغها الاسميّة والفعليّة المتعدّدة، وهنالك حديثٌ نبويٌّ شريفٌ اختلف الرّواة فيه بين (حجا) و(حجار) و(حجاب) وهو قوله X، في المتردّي: «من نام على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاً فقد برأت منه الذّمة »؛ أي: إذا هو وقع. وقيل فيه: «.. ليس عليه حِجار.. » وقيل: « ليس عليه حجاب.. » ولعلّ الأصحّ:« ليس عليه حجًى». والكلمة ذاتُ أصلٍ يائيٍّ هو: الحِجَى بمعنى الواقي والحامي، ومنها جاء الحِجى بمعنى: العقل، وليس العكس كما في بعض المعجمات؛ لأنّ الدّلالة الحسيّة المجسّدة في اللّغة هي السّابقة على الدّلالة المعنويّة غالبا. وبعض اللُّغويّين يذكرها بهذه الدّلالة مهموزة الآخر ـ انظر التّكملة والتّاج.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter