المعجم اليمني

حرو

ح ر و

تعريف-1: الحَرِيْو: العَرُوْس للمذكر، والحَرِيْوَة: العروس للمؤنّث. والجمع لهما معا: حَراوَى. ويُجمع الحَرِيْوُ على: أحْراو، والحَرِيْوَة على: حَرِيْواتٍ وحَرايِو. وهذه كلمةٌ غريبة، وغرابتها تأتي من ناحيتين، أولاهما: غرابة الصّيغة، فلا أعرف في اللّغة العربيّة كلمةً على صيغة (فَعِيْل) وهي منتهيةٌ بحرفيْ لينٍ أو حرْفَي علّة هما الياء والواو مثل (حَرِيْو). وثانيهما: أنّ يكون للّهجاتِ اليمنيّة كلمةٌ خاصّةٌ للدّلالة على هذا الشّأن المشترك والّذي تستعمل فيه لغتنا العربيّة كلمة (عروس) للمذكّر والمؤنّث، ولا تستعمل فيه اللّهجاتِ العربيّة إلّا كلمات (عريس) و(عروس) أو (عروس) و(عروسة)، بينما لا نستعمل في لهجاتنا اليمنيّة إلّا (حَرِيْو) و(حَرِيوة) ولم تكن مادّة (ع ر س) ترد إلّا على ألسنة الخاصّة أو المتشبّهين بهم، ولم يُشارك عامّة النّاس في استعمالها إلّا منذ عهدٍ قريبٍ تأثّراً باللّهجاتِ العربيّة. وقد أحسّ النّاس بغرابة صيغة (حَرِيْو) ولهذا يَرْوُون أنّ شاعراً شعبيًّا نظم صدر بيتٍ شعبيّ، هو: (ما حْسَنْ حَديث الحَراوَى ليت مَنْ هوْ حَرِيْوْ) وتحدّى من يأتي بعجُزٍ له على هذا الوزن والرّويّ، فأُفحم الشّعراء الحاضرون، لعدم وجود كلمةٍ على وزن (حَرِيْو) تصلح لأن تكون قافيةً للبيت، وظلّ هذا الشّطر يدور حتّى أجازه شاعرٌ من تهامةَ بقوله: (ونْ كُنت ساكنْ تهامَهْ لبَّسُوْني عَكِيْوْ٭) والعَكِيْو ويسمّى العكاوَة: طوقٌ منَ المعدن يُلبسُ على الشّعر زينة. وتتردّد كلمتا (حَرِيْو) و(حَرِيْوة) كثيراً في أغاني الزّفاف مثل قولهم: يا حَرِيْوَ الله يسرّك ويسرَّ اهلكْ معكْ يا حِرِيوِ ادْعَسْ على البابْ بنت عمّكْ هِيْ شبابْ فرِّشوا الدِّيوانَ الاعْلَى للحَرِيْوِهْ تُجْتَلَى فرّشوا الدِّيوانَ الاسفلْ للشّواعةْ حين تِصلْ
وغير ذلك كثير. وجاء في الأمثال قولهم: «ذيْ ما يِجِيْ مَعَ الحَرِيْوِهْ ما يِجِيْ بَعْدَها» ويضرب في أنّ منَ الحقوق ما يجب أخذه في وقته، لأنّ تأجيله قد يؤدّي إلى ضياعه. وقولهم فيمن يُعطى الصّدارة وليس له منَ الأمر شيء: «حَرِيْوةْ عِظْمِي»؛ أي: عروسة كلعبة العروسة منَ العظم مهما زيّنوها وألبسوها فإنّها لن تكون عروساً حقيقيّة. وقولهم: «لِلْحَرِيْوِهْ سَنَهْ وبَعْدَها مُحاسَنَهْ»؛ أي إنّه بعد اختبار سنةٍ للعروس إمّا إمساكٌ بمعروفٍ وإمّا تسريحٌ بإحسان. وقولهم فيمن يصاب بما يذهله ويُطيش لُبَّه: «أبْصَرَ امَّهْ حَرِيْوِهْ» فإذا حلّ به ذلك من خصم قيل: «خَلّاهْ يِبْصِرْ امَّهْ حَرِيْوِهْ». وقولهم: «ما مَعَ الحَرِيْوِهْ إلّا ذيْ٭ بيْنَ ارْجلها» أصله في العروس الّتي سارت أمور زواجها على غير ما تريد، ولم يبقَ أمامها إلّا أن تسلّم بزوجها الّذي يقتعد منها ذلك المقعد، ويضرب في الحثّ على الرّضا بالحاصل. وقولهم في الأمر الّذي لا يزال مبهماً: «حَرِيْوِهْ في المَجْلَى». وقولهم فيمن يتحمّل الأمر وتبعاته: «حَرِيْوِهْ وفِراشها مِنَّها». ويضرب المثل بـ (أمّ الحَرِيْوِهْ) فيمن يبدو معنيًّا بكلّ شيءٍ ولا يعمل شيئا، لأنّها تكون في حفل العرس مشتّتة الذّهن تتحرّك كثيراً ولا تنجز عملاً بسبب انشداهها لفراق ابنتها, و(حَرِيْوَةَ الجِنّ) يطلقها العامّة على تلك الدّوّامة الهوائيّة الّتي تثير الغبار وتتنقّل بسرعةٍ من هنا إلى هناك، كأنّهم تصوّروا أنّ للجنّ عرساً وأنّهم يزفّون حريْوةً ـ عروساً ـ من بيت أهلها إلى بيت زوجها، وما دامتِ العروس عروس الجنّ فلا بدّ أن يكون زفافها على هذا النّحو. والحريوين: جبلٌ حصينٌ في حجة (المقحفيّ).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter