المعجم اليمني

حقد

ح ق د

تعريف-1: الحقْد: الذِّكْر خلاف النِّسْيان، والحاقِد: الذّاكر، والتّحقُّد: التّذكّر. نعم: إنّ مادّة (ح ق د) في لهجاتنا وبجميع تصريفاتها واشتقاقاتها لا تعني في نطاق كلامنا العامّيّ وفي أذهان عامّة النّاس غير الذّاكرة والذّكر والتّذكّر، ولم يكن أيّ معنًى من معاني الكُرْهِ والعداوة أو الضّغن وإمساك العداوة في القلب والتّربّص لفرصتها ـ حسب تعبير القواميس ـ ممّا يتبادر إلى الأذهان عند استعمالنا هذه المادّة واشتقاقاتها في كلامنا المعتاد بلهجاتنا الدّارجة. ففي الذّاكرة نقول: بِحِقْدِيْ ـ أو في حِقْدي ـ أنّ الأمر الفلانيّ حدث سنة كذا وكذا؛ أي في ذاكرتي. كما نقول: عند فلانٍ حِقْدٌ قويّ: أي ذاكرةٌ قويّةٌ لا تنسى أيّ أمر، ولا نعني بذلك تذكّر العداوة فحسب. وفي الذِّكْر الّذي هو المصدر من ذَكَرَ يذكر عكس نسي ينسى، يكون تصريف هذه المادّة هو حَقَد فلانٌ يَحْقد حقْداً فهو حاقد؛ أي ذكر ولم ينس. وتقول: أنا أحْقُد على فلانٍ وهو طفلٌ فأنا حاقدٌ عليه وهو يفعل كذا وكذا؛ أي: أذكرُ ولا أنسى فأنا حاقدٌ غير ناسٍ. وفي المزيد نقول: تَحَقَّد فلانٌ يَتَحَقَّد تَحَقُّداً فهو مُتَحَقِّد. كأن تقول لمخاطبك: دعني أتَحَقَّد، أو تقول: فلانٌ يتحقَّد الآن إن كان يَحْقد على الأمر الفلانيّ أم أنّ التَّحَقُّد لن يُحَقِّدَه لأنّ حِقْده أو الحِقْد عنده ضعيف. ومنَ المزيد بالتّضعيف لتعديته إلى مفعولين قولنا: حَقَّد فلانٌ فلاناً الأمر يحَقِّده حِقّاداً، وفي المثل القائل: «ذَكّرتني ما كنت ناسي» يقول البعض: «حقّدتني ذي كنت ناسي». وكثيراً ما تسمع مشاجراً من عامّة النّاس وهو يقول لخصمه: «إذا كنت كذّاب فكن حقّاد» يقصد بذلك المثل القائل: «إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً» . ولكنّ مادّة (ح ق د) وتصريفاتها بهذا المعنى الّذي لا يفيد إلّا محض الذّاكرة والذّكر والتّذكّر والتّذكير الّذي هو عكس (ن س ي) واشتقاقاتها لا ترد كثيراً في المقولاتِ الشّعبيّة والتّراثيّة بمختلف ضروبها، وما ذلك إلّا لأنّ معنى (ح ق د) الدّالّ على الضّغن وإمساك العداوة كان معروفاً جيّداً عند الخاصّة بالمعنى العامّ للخاصّة، ولم يكن أيضاً مجهولاً عند العامّة بالمدلول الواسع لهذه الكلمة؛ أي مهما كانت عاميّة الأميّ منَ العامّة. ولما كانتِ المقولات الشّعبيّة حتّى في أدنى مستوياتها ومستويات قائليها فيها نوعٌ منَ التّسامي والانتقائيّة لفظاً ومعنى، فإنّ مطلقيها أو قائليها قد عدلوا عنِ التّعبير بهذه المادّة وتصريفاتها عنِ الذّاكرة والتّذكّر ومالوا إلى استعمال مادّة (ذ ك ر) القاموسيّة بمختلف اشتقاقاتها للتّعبير عن هذا المفهوم الّذي هو عكس (نسي) ومشتقّاتها . وفي الوقتِ الحاضر لم تعد مادّة (ح ق د) تستعمل للتّعبير عما هو مرادفٌ لمادّة (ذ ك ر) بنفس العفويّة والبراءة بحيث لا يتبادر منها ذلك المعنى غير المراد منها هنا وهو الضّغن وإمساك العداوة، وذلك لأنّ هذا المعنى الأخير قد أصبح يتبادر إلى الأذهان كثيرا، فمنَ الصّعب أن يستمرّ النّاس في التّعبير بها عن هذا المفهوم بحيث يقول أيّ إنسانٍ لإنسانٍ آخر ـ مثلاً ـ: أنا حاقدٌ عليك وحاقدٌ لك منذ أن قابلتك في المكان الفلانيّ، أو: أنا أحْقُد عليك أو حاقدٌ لك منذ كان عمرك كذا وكذا ونحو ذلك. وحِقْدُ الجمل مثلٌ سائرٌ في لهجاتنا، وأظنّه ينطبق على البدو؛ لأنّ حقدهم وحقد الجمل واحد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter