المعجم اليمني

حقر

ح ق ر

تعريف-1: الحَقْر: التّحقير ولكنّه يطلق اسماً لحركةٍ يقوم بها شخصٌ ضدّ آخر، وهذه الحركة الّتي تسمّى الحَقْر هي إبراز الأصبع الوسطى نحو شخصٍ آخر في اتجاه الوجه خاصّة. وحَقَر فلانٌ فلاناً يَحْقِرُه حَقْراً فالفاعل حاقرٌ والمفعول به محقور، ولأنّ هذه الحركة قد تتكرّر فإنّه يقال: حَقْوَرَ فلانٌ فلاناً يُحَقْوِرهُ حَقْوَرَةً وحِقْواراً، ولأنّ اثنين قد يتبادلان ذلك فإنّه يقال: تحاقروا محاقرةً وحقْوَرَة. ورغم ما يبدو منَ العلاقة بين (الحقر) هنا و(التّحقير) بمعناها القاموسيّ والسّائد، إلّا أنّ في الأمر مجالاً للتّفكير بأنّ لهذه الكلمة معنًى آخر وذلك من خلال بعض الملاحظات، فمنها أنّ الحاقر يقرن حركته هذه بعباراتٍ موجّهةٍ إلى المحقور مثل: شلّوك، أو خطفوك، أو زقعوك، أو حَقَروك. وضمير الجمع في هذه الأفعال يعود على (الجنّ) وشلّوك بمعنى: أخَذوك الجنّ غصبا، وخطفوك بمعنى: أخذوك الجنّ خطفا، وزقعوك بمعنى: خطفوك وضيّعوك فلا يعرف أحدٌ أين (زقعوك) الجنّ، وإذن فما هو معنى حقروك الجنّ؟ وهل يأتي التّحقير منَ الجنّ؟ ولماذا تعني العباراتِ الأخرى الأخذ والخطف والاختطاف إلى المجهول ويبقى معنى حقروك هو التّحقير؟ أي لماذا لا يكون معناه منسجماً مع العباراتِ الأخرى؟ فيكون الحَقْر هو أيضاً ضربٌ من ضروب أخذ الجنّ للنّاس سلباً أو خطفاً أو اختطافاً إلى المجهول. وممّا يلاحظ أيضاً أنّ النّاس علاوةً على ما قد تعوّدوا عليه من أنّ الحقر يعني التّحقير بسبب الشّيوع الّذي أصبح لمعنى مادّة (ح ق ر)، إلّا أنّ في أعماقهم نظرةً تشاؤميّةً نحو هذا (الحقْر) كما لو كان يحمل شرًّا غامضاً، ولهذا فإنّ النّاس يتهيّبون (المحاقرة) في الأماكن الموحشة أو في الظّلام، والنّساء يتشاءمن منه داخل حماماتِ البيوت وفي الحماماتِ العامّة في المدن؛ لأنّ (المحاقرة) مع العريّ تكون أكثر إغراء للجنّ في ممارسة شرّهم، وأتذكّر أنّ النّساء في الأرياف قد يتساهلنّ مع الأطفال إذا تحاقروا في النّهار، ولكنّهنّ يزجرنهم بشدّةٍ إذا تحاقروا مع حلول الظّلام ويشفعن هذا الزّجر بعباراتِ التّعوّذ بالله منَ الشّياطين وشرورهم. وتضاف ملاحظةٌ أخيرة، وهي أنّ اسم (الحقر) هذا في لهجةٍ واسعةٍ هو (الخطّاف) أو التَّخْطِيْف؛ أي إنّ اسمه مشتقٌّ مباشرةً من مادّة (خَطَف) الّتي تُسند هنا إلى الجنّ. ولعلّ هذه الملاحظات تضع علامة استفهامٍ حول معنى مادّة (حقر) هنا مع اشتقاقاتها السّابقة، فإذا كان لها معنًى آخر غير ما هو معروفٌ منَ التّحقير والتّهوين، فهو معنًى خاصٌّ في لهجاتنا يكون أقرب إلى ما يمارسه الجنّ من أعمال الخطف المتنوّعة بحسب ما كان شائعاً وما بقي من معتقداتِ الجهل الباطلة. وجاء في الأمثال: «جِذْمانْ ويِتْحاقَروا»؛ أي عاجزون وينشب بينهم خلافٌ وهم لا يملكون حتّى وسائل التّعبير عن خلافهم كما لا يملك الأجذام أصبعاً للمحاقرة. ومنَ الحَقر والتّحقير جاء اسم (الحاقَرِ) لحصنٍ في (بني سرحه) من مخلاف (ذي رعين) قديماً، كأنّه يبرز للأعداء أصبعه حَاقراً ومحقّراً لهم، وهي صورةٌ طريفةٌ للحصن المنيع. تعريف-2: الحاقِرُ في بعض اللّهجات يطلق على البظر، وهو اسمٌ وصفيٌّ لم نسمع له جمعا، وكأنّه ببروزه إصبع محقر وجه من يبتغي به شرّا.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter