المعجم اليمني

حنب

ح ن ب

تعريف-1: الحَنَبُ، بفتحتين: اسم جزءٍ من جسم الإنسان لا بدّ أن يكون في أعلى الظّهر، ولكنّنا لا نعرفه بالتّحديد، وإنّما يأتي في قولهم: ضرب فلانٌ فلاناً بالسّوط أو بالعصا الطّويلة ضربةً شملت ظهره منَ الحَنَب لا ـ إلى ـ الذَّنب. فإذا كان الذَّنب هو على الأرجح أسفل الظّهر عند العصعوص، فإنّ الحَنَب لا بدّ أن يكون بعكس ذلك؛ أي: في أعلا الظّهر عند الكتف أو العنق. تعريف-2: حَنِبَ: نَشبَ وعَلِقَ وتَوَرَّط. هذه هي المادّة الأساسيّة الّتي نستعملها للتّعبير عن هذه المعاني المتقاربة. في اللّازم منها نقول:حَنِبَ يَحْنَبُ حَنْبَةً فهو حانب، وفي المتعدّي بتضعيف النّون نقول: حَنَّب فلانٌ الشّيء يُحَنِّبُهُ تَحْنيباً ـ وحِنَّاباً ـ فهو مُحنِّبٌ له؛ أي: أنشبه وورّطه، وحَنَّبَ فلانٌ للصّيد ونحوه؛ أي: نصب له المَحانِيْب وهي الشّراك والفخاخ. والمحْنابُ: كلُّ فخٍّ وشركٍ يصاد به، بما في ذلك ما يشترى لتصيُّد الفئران في البيوت، والجمع: مَحانيب. ومصدر هذا الفعل قياسيًّا هو: الحُنُوب، ولكنّنا لا نستعملها أو لم أسمعها، ونستعيض باسم المرّة (الحَنْبَة) فنقول كما ذكرت: حنب حَنْبة، وهي صيغةٌ مصدريّةٌ واردةٌ لهذا الوزن. والحَنْبة تكون حقيقيّةً في الأصل، وتكون أيضاً مجازيّة، وذلك للإنسان خاصّة. فنقول: حَنِبَ فلانٌ في شاهقٍ أو شجرةٍ أو بئرٍ ونحو ذلك، إذا هو تورّط في أحد هذه الأماكن فعلق ولم يعد يستطيع الهبوط أو الخروج فهو حانبٌ في مكانه، وهذه حنبةٌ حقيقيّة. وهو في المجاز كثيرٌ مثل: حنب فلانٌ في المشكلة؛ أي تورّط أو حنب فلانٌ في الأمر كأن يقال: استدان وحنب في السّداد ـ مثلا ًـ أي تورّط وتعسّر عليه، وحنب فلانٌ بالشّيء أو بفلانٍ إذا هو ضاق به وأحسّ أنّه عبءٌ عليه ولم يستطع التّخلّص منه. وممّا يجري مجرى الأمثال قولهم: «هارِبْ ولا حانِبْ» أو «هَرْبَهْ وَلا حَنْبَهْ»؛ أي يقال عنّي هاربٌ بما في ذلك من اتّهامٍ بالجبن خيرٌ من أن أحنب في المشكلة وأتورّط، وجمع الحَنْبَة: حَنَبات، وجاء في الأمثال: «يمين ولا الحَنَبات» وهو في معنى قول الشّاعر: وإنّي لذو حلفٍ كاذبٍ إذا ما اضطررتُ وفي الحالِ ضيقُ وهل من جناحٍ على مرهقٍ يـدافع بالله ما لا يـطـيـقُ وجاء فيها: «يامَنْ يخارِجْني وِيِحْنَبْ» يقال لمن يستغيث وهو في موقفٍ لا بدّ لمن يغيثه أن يتورّط، و«الزّواج حَنْبَه» و«حنبَ الفاسْ في الرّاسْ» و«بَوْرَهْ ولا حَنْبَه» و«من تبَصَّر ما حِنِبْ»، ومعانيها واضحة، والبورة: النّكوص وبعض الأفعال الّتي يلام عليها، ويقال في الورطة الّتي يزداد أذاها كلّما حاول الإنسان الخلاص منها: «حَنْبَهْ في زَرْبَهْ»، والزّربة هي الشّجرة الشّائكة، أو الفرع الشّائك منَ الشّجر ممّا تحاط به المزارع ونحوها. وفي المتعدّي بالتّضعيف يقال مجازاً في الإنسان وشؤونه: حَنَّب فلانٌ لفلان؛ أي كاد له لتوريطه، ويقال مثلاً: فلانٌ لا يُحَنِّبُ لرزقهِ إلّا تَحْنِيْباً ـ أو حِنّابا ـ أي إنّه يكدّ ويحتال لرزقه بكلّ حيلة، ويقال: حَنَّب فلانٌ الشّيء الفلانيّ من كسبه، أي كَسَبَهُ وادّخره، ويقول من لم يكسب: لم أحَنِّب اليوم شيئا. ومن جميل ما يغنّى في العفويّ: يا حبيبْ يا حبيبْ حَنَّبْت لكْ بالمَحانِيْبْ بَيْن سُكّر وطِيْبْ وِكُلّ شِيْ بالمكاتيبْ أي سعيت إلى إرضائك بكلّ الوسائل فلم أفلح، وكلّ شيءٍ مقدّرٌ ومكتوبٌ أو قسمةٌ ونصيب، ومن شعر عبد الهادي السّوديّ: وهذا من (ضرب من الرَّجز): حنَّبْ لقلبي بين بان لعْلعْ وقت الغروبْ أمّا في الطّيور والحيوانات وما يكون منها هدفاً للصّيادين، فالمعنى الحقيقيّ هو المراد، يقال: حَنِبَ الطّيرُ في المحناب فهو حانب، وحَنَّب فلانٌ للصّيد يُحَنِّبُ تَحْنِيْبا؛ أي نصب الفخاخ والأشراك. ومن شعر بعض ظرفاء صنعاءَ قوله هازلاً وذامًّا لبير العزب في مجال المفاضلة بين أحياء صنعاء: البِيْرْ هيْ حُفْرَة الحَنْبِهْ بيَر العَزَبْ مَن بها يِطمَعْ


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter