المعجم اليمني

دمي

د م ي

تعريف-1: الدُّمَة، بضمٍّ ففتحٍ خفيفٍ آخره تاء تأنيثٍ مربوطة: النّسغ الّذي يكون في النّباتات؛ أي: ما يخرج من بعض النّباتات أو الأشجار من سائلٍ أبيضَ لَبَنيٍّ أو مائيٍّ ونحوه عند خدشها أو قطفها أو قطعها. تقول: هذه النّبتة غزيرة الدُّمة، وهذه الشّجرة ليس لها دُمةٌ.. إلخ. ومثل الدُّمَة: السُّبّة؛ انظر: (سبي). تعريف-2: الدِّمَة، بكسرٍ ففتحٍ خفيفٍ آخره تاء تأنيثٍ مربوطة: السّحنة، بل هي ملامحُ مشتركة، وصفاتٌ خفيّةٌ لا تستطيع تحديدها، ولكنّها كلّها تشكّل هذه الدِّمَة الّتي تجعلك تقدّر عن غير سابق علمٍ أنّ هذا الشّخص هو قريب ذاك، أو أنّ شخصاً لم تسبق لك رؤيته هو من أسرةٍ معيّنةٍ لك معرفة ببعض أبنائها، فقد ترى شخصاً لا يشابه شخصاً آخرَ شبهاً واضحاً بالملامح والقسماتِ الظّاهرة، ولكنّك لا تملك إلّا أن تسأله: هل أنت أخو فلان؟ أو هل أنت من بني فلان؟ فيقول لك: نعم وكيف عرفتني؟ فتقول له: بالدِّمَة، فدِمَتُك مثل دِمَتِه، أو فدِمَتُك من دِمَتِهم. وهذه الكلمة والّتي قبلها، وغيرهما منَ المفرداتِ الخاصّة في اللّهجاتِ اليمنيّة مثل (حسه، وبده وخزه.. إلخ ـ وقد مرت ـ) ومثل (سله، وكنه، عضه ـ وستأتي ـ) .. هي منَ المفرداتِ الخاصّة ذاتِ الصّيغ الثّنائيّة الحروف مثل(قله، وعزه، وثبه، وضبه) في القاموسيّة، وبحسب القواعد اللُّغويّة العربيّة فإنّ كلّ لفظٍ ثنائيٍّ لا بدّ فيه من محذوفٍ نقدّره. وقد قدّرت في (دُمَه) و(دِمَه) أنّهما أصلاً من كلمة (الدّم) المعروفة ولهذا أوردتهما في مادّة (د م ي) لأنّ كلمة (الدّم) مثلّثةٌ بالياء المحذوف، والمعجمات توردها في (د م ي). استطــراد أظنّ أنّه ما من أحدٍ إلّا وقد تعرّض لسؤالٍ عن صلته بفلانٍ أو ببني فلانٍ منَ النّاس، لا بسبب شبهٍ ظاهر، بل من خلال مفهوم (الدِّمَه)، وقد حدث لي أن خرجت إلى منطقةٍ أثريّةٍ كان قد سبق أن خرج إليها عمّي القاضي عبد الرّحمن الإريانيّ وهو إذ ذاك رئيسٌ للمجلس الجمهوريّ، وحينما وصلت إلى المنطقة. عمدت نحو شجرةٍ هناك فجلست في ظلّها، والتفّ حولي عددٌ من أبناء المنطقة هناك، وكان بين الحاضرين شيخٌ أظنّه في السّبعين من عمره، أخذ يتأمّلني بنظراتٍ فاحصةٍ ثمّ قال: أنا سأسأل وانتم يا الحاضرين لا تقولوا مخرّف، ثمّ توجه إليّ بالسّؤال: ايش يكون لك القاضي عبد الرّحمن الإرياني؟ فقلت له: عمي. فقال: سبحان الله العظيم، الدِّمِة الدِّمِة!! مع العلم بأنّني كنت مرتدياً بدلةً إفرنجيّةً كاملةً.. عاري الرّأس.. حليق الذّقن.. ولا شبه في الملامح بيني وبين عمّي، وحينما خرج إلى هنا كان كالعادة بملابسه الوطنيّة الكاملة المعروفة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter