المعجم اليمني

ربح

ر ب ح

تعريف-1: الرَّبْح، بفتحٍ فسكون: القرد، والرَّبْحَة: القردة. والجمع: رُباحٌ ورُبَحٌ، بضمٍّ ففتحٍ خفيفٍ فيهما؛ ويجمع أيضاً على: رِبْحان ـ بكسرٍ فسكون ـ والمِرْباح ـ بكسرٍ فسكون ـ: الفريق الكبير من الرّباح. والمِرْباح أيضاً والمِرْباحَة: المكان الّذي تأوي إليه الرُّباح في الشّواهق الجبليّة مع حلول المساء. والأرض المِرْباح ـ بكسرٍفسكونٍ أيضا ـ هي: الأرض الزّراعيّة الّتي أُهملت وتُركت بوراً لكثرة غشيان الرُّباح لها. والمرباحة: صخب الرّباح أو التّشبّه بالرّباح في كثرة الصّخَب. وجاءت هذه المادّة في بعض المأثورات الشّعبيّة. ففي الأمثال: «أيشْ ألَّف الرُّباحْ مَأكَل التّفاحْ», تقوله لمن لم يستحسن شيئًا لأنّه لم يألفه رغم نفاسته، وتقوله: لمحدَث النّعمة, وفي الأمثال أيضا: « ما رَبْحْ يطلع صفيف»، والصّفيف: الرّفّ العالي في البيت توضع فيه الإشياء النّفيسة. تقوله لمن يضع نفسه في درجةٍ أعلى ممّا يستحقّ، أو لمن يُقَدَّر أكثر من قدره في أمرٍ ما فتظهر عدم جدارته. وفيها: «إذا تَضارَبَتْ الرُّبَاح فأوْبِهْ على ذِرتكْ»؛ أي إنّ بعض الأعمال قد تكون حيلةً للوصول إلى هدفٍ آخر كالرُّباح الّتي تتظاهر بأنّها تتضارب وهي تقترب من المزارع للسّطو عليها. ويقال أيضاً في الفتن، وخاصّةً تلك الّتي لا ناقةَ لك فيها ولا جملَ وما عليك إلّا أن تنتبه في أثنائها على ما يخصّك حتّى لا يلحقك ضررٌ في غمرتها، وفي الأمثال أيضا« الرَّبْح أفرغ منَ الشّارح»، وأفرغ بمعنى أخلى انشغالاً وأطول بالاً منَ الشّارح؛ أي: الحامي، فشارح الزّرع وحاميه من غارات الرُّباح قد ينشغل بهذا الأمر أو ذاك فيغفل عنِ الزّرع، أمّا الرَّبْح فإنّه متفرّغٌ تماماً لعمله فيغتنم فرصة انشغال الشّارح ويغير على الزّرع. وفي الأمثال أيضا: « ما حّد يقحوف ربح». والقِحْوَف النّعال. ومنَ العبارات السّائرة قولهم عنِ الرّياح الشّديدة: « رِياحْ تشلّ الرّباح»، وقولهم عنِ المتمرّد المتأبّد في الجبل وليس معه ما يُردع به: « رَبْح بِجَبل»؛ أي لا تستطيع أن تفعل به شيئا؛ أمّا «قحبة الرّباح» فتطلق على من تكثر الصّياح والزّعيق والمشاغبة، وفي جماعات القرود قردةٌ تكون كذلك وتكون مشاعاً للذّكور. وممّا يغنّى في العفويّ: الرَّواحَ الرَّواحْ من ذي البلاد الوحيشِهْ ما بها الّا رُباحْ ما بِشْ حَمامي بريشِهْ وهنالك بعض الأشياء البرّيّة الّتي تشبه أشياءَ يستعملها النّاس، فيطلقون عليها أسماءً تنسبها إلى الرُّباح، مثل: عصيد الرُّباح؛ وهي نبتةٌ برّيّةٌ غير ذات أوراق، وإنّما هي فروعٌ متزاحمةٌ مُقَبَّبة الشّكل كأنّها العصيدة في الإناء؛ وحُلبة الرُّباح: ثمرةٌ درنيةٌ لنبتةٍ برّيّةٍ في حجم البصلة، إذا حككتها بحجرٍ أَرْغَتْ مكوّنةً رغوةً تشبه الحلبة المخضوبة٭. إلخ. والقِشَّة لصغار الرّباح كما في اللّسان لم أسمَعها وإنّما الدِّهْل والدَّهْلة؛ انظر: (دهل). واللُّغويّون لا يذكرون إلّا صيغة (الرُّبّاح، بباءٍ مضعّفة) ويقولون إنّ الرَّباح هو: الذّكر منَ القرود، وهذه الصّيغة ليست في اللّهجات اليمنيّة، ولا هذا الحصر في دلالتها. وصيغة الجمع (رُبَح) موجودةٌ في الشّعر العربيّ، ولكنّ اللُّغويّين لم يذكروها في مادّة (ربح) وكان بوسعهم ذكرها والاستشهاد عليها بالبيت، قال الأعشى: فَتَرى الشَّرْبَ نَشاوى كلّهم مِثلما مُدَّت نصاحات الرُّبَح والنّصاحات: فخاخٌ تصاد بها القرود، كما في المعجمات مادّة (ن ص ح).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter