المعجم اليمني

ريم

ر ي م

تعريف-1: الرَّيْمُ في لهجاتٍ يمنيةٍ: السَّطْحُ … سطْحُ المنزل، ويجمع على رِيُوْمٍ وأرْيام، يقال: رأيتُ فلاناً على الرَّيْمِ يفعل كذا وكذا، أو رأيته على رَيْمِ بيته ينادي فلاناً ونحو ذلك، ويقال: أهل هذه القرية يضعون بعض غلالهم لتجفَّ في الشّمس على رِيُوْمِ بيوتهم أو على الأريام … إلخ. وقد سُمِّيَ الرَّيْمُ رَيماً لعلوِّه وارتفاعه، ومادّة (ر ي م) بدلالتها على العلوِّ والارتفاع مادّةٌ لُغويّةٌ أصيلةٌ في لغة اليمن القديمة، وقد ورد كثيرٌ من مشتقّات تصريفها في عددٍ من النّصوص المسنديّة، كما سيأتي في الاستطراد. وإذا كانتِ اللّهجات لم تعد تستعمل في سياقات الكلام الإنشائيّة، إلّا الرّيْمَ والرّيوم والأريام كما سبق، فإنّ اللّهجات اليمنيّة بصفةٍ عامّة، قد احتفظت عبر الأزمان وعلى مدى السّاحة اليمنيّة كلّها بعددٍ كبيرٍ منَ الأسماء البلدانيّة والمكانيّة المشتقّة من مادّة (ر ي م) بدلالاتها على العلوّ والارتفاع، إمّا بالمعنى الحقيقيّ الماثل شموخاً وسموّا، أو النّسبيّ بعَدّ ما حول المكان، وإمّا بالدّلالات المعنويّة، الّتي تعني ما يرجى للمسمّى من علوِّ الذّكر وارتفاع المكانة؛ بل إنّ الأسماء البلدانيّة والمكانيّة المشتقّة من هذه المادّة ـ ومن الموادّ الشّبيهة بها من حيث الدّلالة على العلوّ والمنعة والارتفاع والحصانة ـ تمثّل في اليمن ظاهرةً لها خصوصيّتها الّتي يتميّز بها اليمن عمّا عداه من كثيرٍ منَ الأقطار، ممّا يجعلها أهلاً للتّأمل والدّراسة . وستأتي في الاستطراد إشاراتٌ إلى الموادّ اللُّغويّة الأخرى، والمخالفة لمادّة (ر ي م) منطوقاً والموافقة له مفهوماً من حيث الدّلالة على العلوِّ والإرتفاع، مع ذكر شيءٍ ممّا اشتُقَّ من هذه الموادّ الأخرى، منَ الأسماء البلدانيّة والمكانيّة بالدّلالة نفسها؛ أمّا هنا فيقتصر الحديث على مادّة (ر ي م) وصيغها المختلفة الّتي اتُّخِذت أسماءً بلدانيّةً لا تزال على ألسنة النّاس إلى اليوم. وبحمد الله، فإنّ المراجع البلدانيّة اليمنيّة الحديثة تشتمل على عدد ٍكبير من هذه الأسماء، وبخاصّةٍ ما جاء منها في المرجع اليمنيّ الحديث الأكثر إحاطة (معجم البلدان والقبائل اليمنيّة) للأستاذ (إبراهيم بن أحمد المقحفيّ)، والّذي نكتفي هنا بذكر ما جاء فيه ـ مع قليلٍ منَ الاستدراك ـ وذلك كما يأتي: • أريام: مرتَفَعاتٌ في جبل صافر بمارب (وهذا مثال للارتفاع النّسبيّ) . • الأريْم: في وصاب العالي: والأرْيم: في عتمة. والأرْيم: في الحيمة الدّاخليّة. والأرْيم: في حراز. (وهذه تمثّل العلوّ الحقيقيّ والمأمول). • تريم ـ بمعنى تعلو ـ: المدينة التّاريخيّة العظيمة في حضـرموت، والواقعة في أعالي وادي حضرموتَ الشّهير، وهذا علوٌّ مكانيٌّ نسبيّ، ولكنّ المرجّح أنّ علوّ القدر، وارتفاع الذّكر، وسموّ الشّأن، كانت هي المعاني المقصودة والمأمولة عند تسميتها، وذلك هو ما كان. • الرّويميّ ـ نسبة إلى الرّويم تصغير ريم ـ: في حضرموت. • ريام ـ علاء أو أعالي ـ: اسم المنسك الدّينيّ القديم في أرحب، وأوّل مكانٍ عُبِدَ فيه (تألب ريام), وريام: في الحيمة الخارجيّة. وريام: في المهرة. وريامم في ديار مراد (جاء ذكره في الحديث عنِ الثّيلة). والرّيام ـ بالتّعريف ـ في يافع، ولعلّ أريوم يافع نسبةٌ إليه. • ريمان: الجبل الشّامخ المطلّ على مدينة إبّ من سلسة جبال بعدان, وريمان: حصن المذيخرة المشهور في بلاد الكلاع. و(حصن ريمان: الاسم القديم لحصن إريان) وتلاصقه من شَماله قرية (نجد ريمان) وقد ذكرها المؤلّف في حرف النّون، وإلى الشّرق منه (وادي ريمان) وكان إلى جنوبه قرية (ظهرة ريمان) وقد غلب عليها اسم إريان. و(ريمان: قصرٌ مشهورٌ كان مقرًّا للأقيال بني سخيمٍ في شبام الغراس) وقد بقي له ذكرٌ في كتب التّراث اليمنيّ ونسب الهمدانيّ سكّانه إليه باسم الأريوم. • الرِّيَمُ، بكسرٍ ففتح ٍوهي صيغة جمع ريمة: اسمٌ لمرتفعاتٍ في جبل كسمة. والرِّيَم: أعالي وادٍ في العسيلة بشرعب, والرِّيَم: مرتفعات المقاطرة. • ريمة الاشباط أو جُبلان ريمة: مشهورةٌ مذكورة. وريمة المناخي في العدين: مشهورةٌ أيضا. وريمة حُمَيد: في سنحان, وريمة: في خُبان, وريمة: في البيضاء, وريمة: في الحيمة الدّاخليّة, وريمة: في جبال عيال يزيد، ولعلّها المذكورة في نصوصٍ مسنديّةٍ من أكانط, وريمة: في شبوة, وريمة: في عقبة غيل باوزير. وريمة: في منطقة ميفع من حضرموت. • مرام: في عنس ومرام: في وصاب. • المرايم: قرب مدينة يريم, والمرايم: في حبيش من الكلاع. • المَرْيُم: بفتحٍ فسكونٍ فضمّ. ويقال مريوم: في بني الحارث. • مريمة: في حضرموت، تذكرها النّصوص ومعروفةٌ اليوم, والمريمة: من أعمال المخادر, والمريمة: بجوار يريم، كان فيها غيولٌ منها شرب المدينة. • يريم: المدينة المعروفة، وهي أعلى مدينةٍ في نجد اليمن الّذي تشقّه الطّريق التّجاريّة من عدن إلى صنعاء, ثمّ إلى صعدة فما خلفها, فيريم أعلى من ذمار, وذمار أعلى من صنعاء, وصنعاء أعلى من صعدة, فتكون يريم هي الأعلى في هذا المسار. نعم..هذه ثلاث عشرة صيغةً مشتقّةً من مادّة (ر ي م), أطلقت ـ من خلال العصورـ أسماء جبالٍ وحصونٍ وقلاعٍ ومدنٍ وبلداتٍ وقرًى وأماكنَ في اليمن بما لهذه الصّيغ من دلالاتٍ على العُلوِّ والارتفاع الحقيقيّ الماثل للعيان, أو العلوّ النّسبيّ, أو على ما هو مأمولٌ لها من علوِّ الذِّكر وارتفاع الشَّأن, بلوغ المواضع الّتي أطلقت عليها هذه الأسماء المشتقّة من مادّةٍ لُغويّةٍ واحدةٍ بما لها من الدّلالاتِ المذكورة إلى هذا العدد الكبير من المواضع في عموم السّاحة اليمنيّة, يمثّل حقًّا ظاهرةً فريدةً لما لها من الدّلالاتِ العديدة والآثار العمليّة البعيدة في حياة اليمن واليمنيّين أرضاً وشعباً وتاريخا, وإنّها لظاهرةٌ جديرةٌ بالدّراسات الموسّعة ممّا ليس هذا مجاله, وبحسبنا هنا أن تكون هذه الملاحظات اللُّغويّة مفاتيح لمثل هذه الدّراسات الجغرافيّة, والدّيموغرافيّة, والاجتماعيّة, والاقتصاديّة, والسّياسيّة المطلوبة لمعرفة اليمن, وتحديد معالم هويّته, ورسم ملامح شخصيّته, وللاطّلاع على طبيعة توضُّعه الدّيموغرافيّ وما يتبعها من توضُّعاتٍ سكّانيّةٍ وعمرانيّة, ثمّ ما كان لذلك من نتائجَ اجتماعيّةٍ, وثقافيّةٍ, واقتصاديّةٍ, وسياسيّة.

استطراد مادّة (ر ي م) بدلالتها المذكورة, مادّةٌ لغويّةٌ يمنيّةٌ قديمةٌ ـ كما سبق ـ, ولها استعمالاتٌ كثيرةٌ في نصوص المسند, وهي منَ المشترك بين عددٍ من لغات المشرق العربيّ القديمة, ولكنّها في اليمنيّة من صيغة الأجوف اليائيّ, الّذي يقال فيه: رام يريم ريما, مثل: سال يسيل سيلا. بينما هي فيما عدا اليمنيّة, منَ الأجوف الواويّ, مثل: قال يقولُ قولا. ومن خلال استعمال نصوص المسند لهذه المادّة بمشتقّاتها المختلفة, نفهم بكلّ وضوحٍ أنّها كانت مصرّفةً تصريفاً تامّا, وأنّ أفعالها تكون متعدّيةً ولازمة, وأنّ لها صيغها الاسميّة من مصدرٍ واسم فاعلٍ واسم مفعولٍ ونحو ذلك, ومنها اشتقّت أسماء أعلامٍ وألقاب, وأسماءٌ بلدانيّة. والأمثلة على ذلك في نصوص المسند كثيرة, أورد (المعجم السّبئيّ ص:120) نماذجَ منها, وقد جاءت صيغة المصدر في النّصوص عند الحديث عنِ البناء منصوبةً على التّمييز ريامَم؛ أي:رياما, بمعنى: علوًّا أو ارتفاعا, مثل قول (أبي كرب ذي زلتان) في النّصّ (جام/557): «إنّه تقرّب للإله (المقه(, بما بناه استكمالاً لسور معبده, وذلك من عند هذا المدماك الّذي فيه الكتابة, وريامم؛ أي:رياما حتّى القمّة, بما عليه منَ المرافق», ومثل قول (أبرهة) عند حديثة عن ترميم العرم وإعادة بناء ما انهار من جانبه الحجريّ في النّصّ (سي/542): «… وكان جملة ما أعاد الملك بناءه, يبلغ خمسةً وأربعين ذراعاً طولا, وخمسةً وثلاثين ذراعاً رياماً … إلخ». وجاءت صيغة الماضي مزيدةً بتضعيف الياء للتّعدية, وذلك في قول (ياسر يهنعم وابنه شمّر يُهَرْعِش) عند الحديث عمّا قاموا به من إنشاءاتٍ في مدينة هكر في النّصّ (سي/448): «إنّهم أضافوا فريَّموا جميع جوانبِ سورها .. إلخ»؛ أي: علّوا بتضعيف اللّام، وجاءت صيغة الماضي المزيدة بالتّاء والألف؛ أي: ترايم, بمعنى تعالى كما في (عنان/11) الّذي جاء فيه عند الحديث عنِ الإله: «ومُلكك ترايم»؛ أي: وملكك تعالى, وجاءت هذه الصّيغة أيضاً في (سي/596). وجاءت في نصوص المسند صيغٌ اسميّةٌ في سياقها الاشتقاقيّ مثل: مَرْيَم ورَيْم لسطح كلّ شيءٍ وأعلاه ومنها سطح البيت, وريمة بمعنى حافة الشّيء وبمعنى المنصّة الّتي يوضع عليها أيّ شيءٍ ليرفع عنِ الأرض. كما أنّ عدداً من صيغها جاءت في النّصوص, كأسماء بلدانٍ وأسماءِ أعلامٍ وألقابٍ لهم, وقد تقدّم منَ الأسماء البلدانيّة ما فيه غناء, وأمّا الأعلام فمن ذلك: ريمان: اسم إلهٍ بعينه تذكره النّصوص بمعنى: العالي, وريمان: اسم قصر, وريمان: من أسماء الأعلام, مثل: (ريمان ذي حَزْفَرْ العنانيّ) الّذي تَرَأّس بعثةً سياسيّةً في عهد الملك (شمّر يُهَرْعِش) إلى شرقيّ الجزيرة العربيّة, وشواطئ الخليج, وبلاد الرّافدين, ومملكة فارس, فلّما عاد منها سالماً سجّل مهمّته البعيدة في النّصّ الّذي عرف ناقصاً بـ (شرف/) وعُثر عليه فيما بعد ونُسخ كاملاً وسنعيد نشره قريباً بعون الرّحمن, و(ريام) و(وهب ريام) وغيرها أسماءُ أعلامٍ معروفة في كثير منَ النّصوص. ممّا تقدّم, يتّضح أنّ مادّة (ر ي م), كانت كاملة التّصريف, واسعة الاستعمال, في اللّغة اليمنيّة القديمة, ولا يزال لصيغها الاسميّة البلدانيّة الكثيرة, استعمالٌ واسعٌ في اللّهجات, على عموم السّاحة اليمنيّة, كما سبق. ولا شكَّ أنّ المفردات اللُّغويّة من حيث كمال تصريفها, وكثرة مشتقّاتها وسعة استعمالها, تخضع للواقع الطّبيعيّ, والتّكوين الاجتماعيّ, اللّذَينِ نشأت فيهما, أو على الأقلّ اللّذَين حظيت فيهما بهذا الثّراء تصريفاً واشتقاقاً واستعمالا, وذلك لأنّ اللّغة مؤسّسةٌ إنسانيّةٌ جماعيّة, يُشبّهها اللُّغويّون بالكائنِ الحيّ الّذي لا بدّ أن يتفاعل مع واقعه وبيئته ومحيطه, وكما يتأثّر الكائن الحيّ بما حوله, فكذلك اللُّغة تتأثّر بما حولها, فتكون في آليّاتها وفي مفرداتها, وفي منطوقات المفردات وفي مفهومها, وفي الثّراء الاشتقاقيّ والتّوسّع الاستعماليّ, ممثّلةً للواقع ومعبّرةً عنه, بل ومِرآةً عاكسةً له. ومعلومٌ أنّ (جبال السّراة) هذه السّلسلة الّتي تمتدُّ من أقصى جنوبِ اليمن حتّى أقصى شَماله, ثمّ إلى ما بعد ذلك حتّى جنوب بلاد الشّام بحسب تعبير الهمداني. نعم معلومٌ أنّ هذه السّراة قد ألقت بكتلتها الأعظم, وحجمها الأكبر, وعرضها الأوسع, وجبالها الأعلى والأكثر, وأمطارها الأغزر, وخيراتها الأوفر في اليمن وعلى الأرض اليمنيّة, ومن ثَمّ كان لجسم اليمن الجبليّ ونجود اليمن العالية, هذا الأثر المتفاعل مع اللُّغة, إلى حدٍّ يتميّز به اليمن حقًّا عن غيره منَ الأقطار الّتي تنطق بلُغةِ الضّاد. ولا يقتصر الأمر على مادّة (ريم) ومشتقّاتها, في الدّلالة على هذه الخصوصيّة, بل إنّ الخصوصيّة لا تتجلّى بأوضح صورها, إلّا بنظرةٍ أعمَّ تشمل فيما تشمل الحصونَ ذات الأسماء الخاصّة وهي كثيرةٌ مثل: (حصن منيف) و(العُقاب) و(أشيح) و(مفرع) ونحوها, ثمّ تتناول المدنَ والجبال والحصون والقلاع والقرى الجبليّة المشتقّة من مادّةٍ لُغويّةٍ واحدةٍ بعينها, ممّا له دلالةٌ مباشرةٌ أو غير مباشرةٍ على العلوّ والارتفاع, مثل مادّة: (صنع) و(ريش) و(عزّ) و(حيد) و(ريد) و(ظفر) ونحو ذلك. ولن نتحدّث هنا عن الأسماء البلدانيّة للقلاع والحصون والبلدات والقرى الجبليّة, وذات الأسماء الخاصّة, سواءٌ عنت هذه الأسماء العلوّ والارتفاع حقيقةً أم مجازا, وذلك لأنّها في اليمن كثيرةٌ جدّا, تبلغ المئات بل الألوف دونَ أيّ مبالغة. وأمّا مادّة (صنع) المرادفة لـ (حصن) وزناً ومعنى, فسنذكرها في بابها من (حرف الصّاد) وسنرى ما لهذه المادّة من دلالاتٍ خاصّةٍ, وما جاء فيها من الأسماء البلدانيّة, وسنذكر من هذه الأسماء ما يزيد على خمسين اسماً بلدانيًّا من مشتقّات (صنع) وحدها, وكلّها يدلّ على الحصانة والتّحصّن, وما في ذلك من دلالاتٍ على العلوّ والارتفاع. وكذلك مادّة (ريش) ذكرناها في بابها, وما استنتجنا لها من الدّلالة, وأوردنا فيها سبعـةً منَ الأسماء بصيغـة (ريشان) كلّها أسماءٌ بلدانيّةٌ تدلّ على العلوّ والارتفاع, وذكرناها لأنّها منَ المفرداتِ اليمنيّة الخاصّة. وأمّا مادّة (عزّ) فمن العزِّ والمنَـعَة كما في المعجمات, فلم نفرد لها موضعاً في بابها رغم خصوصيّة استعمالها في مجال الأسماء البلدانيّة العالية العزيزة في اليمن, ولهذا نذكر هنا ما جاء منها في (مُعجم البلدان والقبائل اليمنيّة) للأستاذ: المقحفيّ, من أسماء الحصون في اليمن, قال إبراهيم المقحفيّ ما نصّه بتصرّفٍ واختصار: عِزّان, بكسر العينِ وتضعيفِ الزّاي: اسمٌ مشتركٌ بينَ عددٍ من الحصون والبلدان الواقعة في أعالي الجبال, نذكر منها ما يلي: عِزّان: مشهورةٌ في رداع, وعِزّان: حصنٌ أعلى جبل ريمان المطلّ على إبّ (في رعين يطلّ على الكلاع٭). وعِزّان: في النّادرة, وعِزّان: في قعطبة, وعِزّان: في جبل لحج ـ ذي أصبح ـ , وعِزّان: في ميفعة ـ حضرموت ـ وعِزّان: في جبل كحلان, وعِزّان: في الشّاهل بلاد حجّة, وعِزّان: شَمال المحابشة من بلاد حجّة, وعِزّان: في عمران, وعِزّان: في المصانع ـ بني أزْأَد ـ, وعِزّان: في المحويت أيضا, وعِزّان: في الحيمةِ الدّاخليّة, وعِزّان: في خمر, وعِزّان: في رازح غرب صعدة, وعِزّان: فوق وادي ربيع شَمال صعدة, وعِزّان: في جبل ذخر بالمعافر, وعِزّان: في المقاطرة في المعافر, وعِزّان: في جبل الضّامر شرق باجل بتهامة, وعِزّان: في الجوبة من أعمال مارب, وعِزّان: في رضوم من أعمال شبوة…انتهى. فهذه أكثر من عشرين اسماً مشتقّةً من جذرٍ لُغويٍّ واحدٍ بصيغةٍ واحدةٍ هي (عزّان) المُعرّفة بالألف والنّون فتكون مساويةً لكلمةِ العزّ. وإذا أضيفت منَ المادّة نفسها ومنَ المصدر نفسه أسماءٌ أخرى مثل: تعزّ المشهورة, والعزّ: حصنٌ بحضرموتَ قريبٌ من تريم, ومثل: بيت عزّ: حصنٌ حِمْيَريٌّ شهيرٌ في الشّعر وله حصانةٌ ومناعة, وبيت عِزّ: حصنٌ بضلاع كوكبان, وغير ذلك منَ الأسماء المركّبة مع صيغةٍ من هذه المادّة, فسنجد أنّ ما استحقّ أن يسمّى باسمٍ من مشتقّاتها كثيرٌ إلى الحدّ الّذي يزيد خصوصيّة اليمن في هذا المجال تأكيداً إلى درجةِ التّفرّد. وأمّا المواد (حَيَدَ) و(ريد) و(ظفر), فقد سبق ذكر بعض ما جاء من مشتقّاتِ المادّتين الأوليين, ويمكن بالاستقصاء وإضافة المادّة الثّالثةِ ذاتِ الأصلِ القاموسيّ, أن يحصي المُتتبّع نحو أربعين اسماً مكانيًّا مشتقًّا من هذه الموادّ, وكلّها تدلُّ على العلوّ والارتفاع, والحصانة والامتناع. إنّ ميادين البحوثِ والدّراسات بهذا الصّدد لرحيبةٌ حافلة, وإنّ مجالاتِ القول فيها لواسعةٌ شاسعة, لأنّها لا بدّ أن تتناول الطّبيعة الجغرافيّة لليمن منذ التّكوين, والتّوضّعاتُ الدّيموغرافيّة للنّاس منذ البداية, والاستقرار السّكّانيّ بدءاً وخلال المراحل, ونشوء التّجمّعات ثمّ المجتمع اليمنيّ وظهور الدّولة, ثمّ ما كان لكلّ هذا منَ الآثار الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثّقافيّة والسّياسيّة, على الشّعب اليمنيّ المتفاعل مع طبيعته الجغرافيّة تفاعلاً عجيبا. وبديهيٌّ أنّ علم الدّراسات اللُّغويّة الحديثة, الّذي يتناول بدراسته جوانبَ كثيرةً من هذا المجال المتعلّق بالأسماء البلدانيّة والمكانيّة, لا منَ النّاحية اللُّغويّة البحتة والجامدة, بل ومن حيث الرّبط والتّعليل والتّحليل والاستنتاج, يعتبر اليوم واحداً منَ المفاتيح الهامّة للكتابات التّاريخيّة بالمناهج العلميّة السّليمة, وهو التّاريخ الّذي يبني الماهيّة والوجود, ويبرز الهويّة الخاصّة, والذّاتيّة المتميّزة, والشّخصيّة الواضحة بكلّ سماتها وقسماتها. ولعلّ فيما سبق ما يصلح أساساً لدراسةٍ توصل إلى القول: إنّ الصّراع بينَ الإنسان في اليمن من جانب, وبين طبيعة اليمن بسراة جبالها وما يكتنفها منَ السّهول غرباً وشرقاً من جانبٍ ثانٍ…كان صراعاً عنيفا, وكانت نهايته بكلّ بساطةٍ «انتصار الإنسان اليمنيّ القويّ, على الطّبيعة العاتية» وما توضُّع الإنسان على أكناف الجبال, وجلوسه على أكتافها, وتربُّعه على مناكبها, وتسنُّمه لقممها العالية وذراها الشّامخة, إلّا واحداً منَ الأدلّة على ذلك. ومن يقرأ ما جاء به هذا الكتاب, في موادّ (ح ص ن) و(ح ف د) و(ح ي د) و(ر ي د) و(ر ي ش) و(ص ن ع) و(ظ ف ر) و(ع ز ز) وغير ذلك, لا يخرج إلّا بما يعتبر تنبيهاً على هذا الموضوع, وتنبيهاً إلى مدى أهمّيّته للدّارسين. وأخيراً فإنّ لمادّة (ر ي م) في المعجمات العربيّة دلالاتٍ متعدّدة, ولكنّ دلالتها الّتي تنصّ على الارتفاع والعلوّ مهملةٌ فيها إهمالاً يكاد يكون كاملا, ورغم أنّ المعجمات كـ (اللّسان) و(التّاج) والكتب البلدانيّة وغيرها, تذكر بعض الصّيغ وتنسبها إلى لغة أهل اليمن, مثل قولهم: الرّيم: الدّرج, لغةٌ يمانية, والرّيم: الدّكّان لغةٌ يمانيةٌ أيضا. وتذكر منَ الأسماء البلدانيّة اليمانية (ريمان) و(ريمة) و(تريم) و(مريمة) و(يريم) …إلخ, إلّا أنّها لم تعلّل التّسمية بالعلوّ والارتفاع, ولم نقل إنّ إهمال هذه الدّلالة يكاد يكون كاملا, إلّا لأنّها تقول إنّ من دلالات (ر ي م) دلالتها على الزّيادة والفضل, حيث يقال: لهذا رَيم على هذا, وهي دلالةٌ تقرّبها ـ على هذا النّحو ـ من دلالتها الأصليّة في اللّغة اليمنيّة القديمة كما هي واضحةٌ أعلاه, وقاربتِ المعجمات الدّلالة أكثر حينما ذكرت (الرّيم) بمعنى: الآكام الصّغار, ولكنّها قاربت ولم تكد, لأنّها لم تذكر دلالتها على العلوّ والارتفاع, بنصٍّ مباشرٍ صريح, وبمختلف دلالاتهما. والّذي نراه أنّ دلالة مادّة (ر ي م) على العلوّ والارتفاع, كانت متاحةً للُّغويّين ومؤلفي كتب التُّراث العربيّ المرجعيّة, فهذه الدّلالة واضحةٌ وضوحَ استنتاجٍ لا وضوحَ نصّ, وذلك من خلال مرجعيّتهم الّتي يعتمدون عليها, وفي مقدّمتها الشّعر العربيّ في الجاهليّة وفي عهود الشّعراء الّذين يستشهدون بشعرهم. ووضوح الاستنتاج المنطقيّ, له مصداقيّةٌ علميّةٌ عالية, تعادل مصداقيّة النّصّ الصّريح, من حيث الأخذ بها في أكثر الأحيان, ولكنّ الاتّباعيّة والحفظ السّرديّ وضيق الأفق العلميّ, كلّ ذلك وقف بينهم وبين استنتاج هذه الدّلالة وذكرها كنتيجةٍ منطقيّةٍ سليمة, لمقدّماتٍ منطقّةٍ سليمة, وهذه النّتائج المنطقيّة هي مهمّة الفكر الإنسانيّ ومعارفه, الّذي يتحوّل بها الإنسان من صدًى إلى صوت, ومن مُتلقٍّ إلى متعلّمٍ فمعلّمٍ فعالم, ومن آلة تجميعٍ إلى قوّة إنتاج, وبدون ذلك لا يمكن للإنسان أن يصل إلى الحقائق الجيّدة, فيتجمّد تُراثُه ويبلى بالابتذالِ وكثرةِ التّرديد, وهذا بصفةٍ خاصّةٍ في مجال العلوم الإنسانيّة تحديدا. وبعيداً عن بيان ماهيّة المناهج العلميّة الصّحيحة في مجال العلوم الإنسانيّة خاصّة؛ نعود إلى الموضوع حيث يمكن القول: إنّ ذكر (ريمان) وحده ـ مع التّشبّع بروح اليمن وبيئته الجغرافيّة وتوضّعاته الدّيموغرافيّة ـ في الشّعر العربيّ المرجعيّ, كانَ كافياً لاستنتاج دلالة مادّة (ر ي م) على العلوّ والارتفاع. لقد رأينا فيما سبق ـ في مادّة (ج ن أ) ـ كيف عجزوا عن القول: إنّ الجنأ هو السّور والجمع أجناء, وأمامهم المثل الّذي يُنوّه بشجاعة أبناء مدينةٍ لم يكن لها أسوارٌ تحميها, والّذي يقول: «أبناؤها أجناؤها», وكيف ضلّوا عنِ المادّة اللُّغويّة الّتي يجب أن يوردوه فيها, وعشوا حتّى وضعوا المثل في غير مكانه, في مادّة جنى يجني لا في جنأ يجنو؛ انظر (ج ن أ), فجانبَهم الصّوابُ فيه (منطوقاً) و(مفهوما). وقريبٌ من هذا ـ ولا نقول نظيراً له ـ عدم اهتدائهم إلى دلالة (ريمان) على الارتفاع والعلوّ, مع أنّه يرد في الشِّعر العربيّ المرجعيّ ضمن سياقاتٍ لا تدلّ على شيءٍ بمقدار دلالتها على العلوّ الشّامخ والارتفاع الباذخ, فهذا هو الأعشى الكبير الشّاعر النّجديُّ الجاهليّ الّذي كان يتردّد على اليمن فيمدح أقيالها ويتلقّى عطاياهم, وها هو يمدح القِيل الرُّعينيّ اليحصبيّ (سلامة ذا فائش) فيقول: و (ذا فـائـشٍ) قـد زرتـُه فـي مـمنَّعٍ منّ النِّيـْق() فيه للـوعـول مــواردُ بـ (بعدانَ) أو (ريمانَ) أو رأسِ (سِلْبَـةٍ)() شفاءٌ لمن يشكو السّمائمَ واجـــدُ وفي القصر من (إرياب) لو بتَّ ليلةً لجـاءك مثلـوجٌ مـنَ المــاء بــاردُ و (ذو فائـشٍ) من رأسه فوق مشرفٍ تُقصِّــرُ عنه الهاضبـاتُ الـرّواعدُ فهذه أربعة أبياتٍ كلّها تدلّ على العلوّ الشّامخ والارتفاع الباسق, ولم نخصّ الصّيغة الاسميّة (ريمان) بالوقوف عندها والتّعليق عليها, إلّا لأنّنا بصدد هذه المادّة, ولأنّ كتب الثّراث تورد من دلالات مادّة (ر ي م) ما يوحي بدلالتها الأصليّة الشّائعة في نصوص المسند, وفي واقع مسمّياتها البلدانيّة اليمانية, وهي الدّلالة على العلوّ والارتفاع, ولكنّها لا تنصُّ على هذه الدّلالة أبدا, لا بالمعنى الماثل والظّاهر في الجبال والقلاع والحصون, ولا بالمعنى النّسبيّ الدّالّ على ارتفاع المكان عمّا بإزائه أو عمّا يليه ولا بالدّلالة المعنويّة, فالمعجمات اللُّغويّة والبلدانيّة وكتب الثّراث العربيّ تذكر كما سبق, (ريمان بعدان) و(ريمان السّرو) وغيرها, وتذكر أنّها منَ الأسماء البلدانيّة اليمانية, ولكنّها لا تعلّل هذه التّسميات, وذلك رغم أنّ بعض هذه المراجع تستشهد بأبيات الأعشى أو بعضها, وهي واضحةٌ في التّعبير عن هذه الدّلالة الأصليّة لمادّة (ر ي م). كما أنّهم يستشهدون عند ذكر (ريمان يافع) بقول شاعرٍ مخضرمٍ هو ابن مقبل, حيث قال: لـم تسـرِ ليـلى ولـم تطـرق لحاجـتها مـن أهل (ريمــان) إلّا حـاجــةً فينا من (سـرو حِمْيَر) أبوال البغال به أنّـى تسدّيت وهناً ذلك الـبـيْـنا و (ريمان) هنا يقع في (سرو حِمْيَر) والسّرو والسّروات هي: ظهور الجبال المرتفعة, وأعلى ما فيها منَ القمم والذّرى, وهذا يشير إلى ما لـ (ريمان) منَ العلوّ ولارتفاع, ولكنّ هذه الدّلالة غير منصوصٍ عليها في كتب التّراث, رغم قِدم هذه الدّلالة وأصالتها العريقة. إنّ التّشبّع بروح اللّغة يقتضي التّشبّع ببيئتها الطّبيعيّة والاجتماعيّة, ولا شكَّ أنّ تطبيق هذه القاعدة على عمليّة التّدوين اللُّغويّ العامّ والشّامل, الّذي يحيط بجميع ما يمكن الوصول إليه من مفردات لغةٍ منَ اللّغات, بما لكلّ مفردةٍ من دلالاتٍ متعدّدة, ثمّ ما لكلّ دلالةٍ وحدها من بعدٍ أصليٍّ مباشرٍ ومحدّد, ثمّ ما كسبته من بُعدٍ أصليٍّ أوسع, أو من بعدٍ مجازيٍّ أكثر اتّساعا, وما لكلّ ذلك من أبعادٍ وإيحاءاتٍ وظلال, نعم إنّ تطبيق هذه القاعدة على المدوّنين الشّموليّين, لا بدَّ أن يكشف عن تفاوتاتٍ في درجات التّشبُّع بروح اللّغة الّتي من خلالها يتمّ فهم ما لكلّ مفردةٍ منَ الدّلالاتِ والأبعاد الدّلاليّة, طبقاً لما أملته عليها البيئتان الطّبيعيّة والاجتماعيّة من تطوّراتٍ تتلاءم معهما. وبناءً على هذا؛ فإنّ لأصحاب المعجمات الموسوعيّة الشّاملة الّتي تعمّ مختلف لهجات شَمال الجزيرة العربيّة بأطرافه المترامية مع شيءٍ منَ لهجات اليمن والغور = العذافي ألّا يكونوا دائماً متشبّعين بروح اللّغة, كما هي في حقيقة استعمالها الفعليّ ضمن مالها من إطارٍ بيئيٍّ عامّ, ومن ثَمّ عدم الاستيعاب الدّلاليّ أحيانا, أو عدم الاهتداء إليه في أحيانٍ أخرى, وبخاصّةٍ في ظلّ افتراضهم أنّ البيئتين الطّبيعيّةَ والاجتماعيّةَ للّغة العربيّة, هما بالدّرجة الأولى البيئة الصّحراويّة والبيئة البدويّة, مع عدم تشبّعهم بروح اللّغة إزاء كثيرٍ منَ المفردات الآتية إليهم من أيّ بيئةٍ أخرى, كالبيئة اليمنيّة الحضريّة, وطبيعة اليمن الجبليّة, وما فرضته البيئتان على أهل اليمن من توضّعاتٍ سكنيّةٍ وسكّانيّةٍ عجيبة, وما تركه كلّ ذلك على لهجاتهم منطوقاً ومفهوما. وهذا موضوعٌ يحتاج إلى مجالٍ دراسيٍّ أوسع, ويكفي ـ كمثال ـ أن نعود إلى صيغة (ريمة) وما أدراك ما ريمة! كاسمٍ لمنطقةٍ جبليّةٍ تعدُّ من عجائبِ اليمن, فأصحاب المؤلّفات اللُّغويّة المعجميّة كالخليل المتوفّى سنة(170ه) في العين, وابن دريد (321ه) في (الجمهرة) و(الاشتقاق), والأزهريّ (370ه) في (التّهذيب), والجوهريّ (400ه) في (الصّحاح), وابن سِيده (458ه) في (المحكم), والصّغانيّ (650ه) في (العباب), وابن منظور (711ه) في (اللّسان), لم يذكروا (ريمة) كاسمٍ بلدانيٍّ يماني, وهذا قصورٌ قياساً لذكرهم ما لا يعدو مربط عنزٍ أو مزجر كلبٍ في بوادي الشّمال. وقد استدركها الصّغانيّ في (التّكملة) بعد أن زار اليمن وعاش فيها ردحاً منَ الزّمن فقال: «ريمة: مخلافٌ باليمن», ولم يُفِد صاحب اللّسان من هذا الاستدراك, ولا نعرف لُغويًّا استفاد من هذا الاستدراك, اللّهم إلّا الفيروز آباديّ (817ه) المتأخّر في (القاموس), ورغم أنّه عاش في (زبيد) أكثر من عشرين عاما, وألّف معجمه المشهور فيها, وأكمله وأخرجه للنّاس إلّا أنّه لم يتعّرف جيّداً على اليمن البيئة الطّبيعيّة للّغة, ولا خالط النّاس كثيراً وهم البيئة الاجتماعيّة لها, فلم يستفد في معجمه من هذه البيئة بجانبيها, ولهذا لم يزد على أن كان متلقّياً لا متفاعلا, حيث ردّد عبارة الصّغانيّ ـ ريمة مخلافٌ باليمن ـ ولم يزد عليها. أمّا الدّليل الأوّليّ على ما يصنعه التّعرّف على المحيط البيئيّ من فارقٍ في فهم دلالة المفردات وصيغها الاسميّة على نحوٍ أوسعَ قليلاً أو على الأقلّ على نحوٍ مختلف, فيأتي منَ (الزّبيديّ/1205ه) شارح (القاموس) من خلال هذه المادّة وصيغها الاسميّة المكانيّة اليمانية ـ ريمة ـ فقد ذكر الزّبيديّ عبارة الفيروز آباديّ بنصّها ـ كما جاءت عند الصّغانيّ ـ ثمّ أضاف عليها زيادةً ليست طويلة, ولكنّها في معجمٍ لُغويٌّ ـ وليس بلدانيّ ـ تكفي للتّدليل على ما نحن بصدده, وذلك حيث يقول: «ريمة: مخلافٌ باليمن مشتملٌ على عدّة قرًى ومساكنَ في الجبال وعلى طوائفَ وأمم, قاعدته حصن كسمة, وقد دخلته…», فمن خلال هذه الزّيادة, يستطيع القارئ أن يتصوّر مخلافاً كبيراً وعاليا, قُراه ومساكنه وأهله على أكتاف الجبال ومناكبها وقممها العالية, ومركزه حصنٌ جبليٌّ لا بدّ أن يكون شامخا, وعبارته القائلة باختصار: «وقد دخلته» هي مفتاح التّفاعل مع المحيط البيئيّ اللُّغويّ, لاكتساب المزيد منَ الفهم, للدّلالة الأصليّة للمفردة اللُّغويّة, الّتي جاءت منها الصّيغ الاسميّة والمزيد منَ التّصوّر الذّهنيّ للمسمّى بها. هذا والشّواهد على هذه القضيّة, كثيرةٌ في المعجمات والمراجع اللُّغويّة, ولكنّنا هنا لم نختر غير هذا الشّاهد من مادّة هذا الموضوع, وفي تضاعيف هذا الكتاب أمثلةٌ أخرى على ذلك, وقد تقدّم التّنبيه على كثير منها.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter