زار

تعريف-1: زارَة: هذه لفظةٌ قد يكون ألفها مهموزاً أو واويًّا أو يائيّا، وتكون مضافةً إلى ما بعدها كما يبدو، ولا يكون ما بعدها إلّا صيغةً اسميّةً أو ظرفيّةً زمانيّةً أو مكانيّة، كما أنّه لا يكون إلّا نكرةً مفرداً أو جمعا. واستعمالها يكون للتّقليل أو للتّبعيض أو للتّعبير عنِ النُّدرة ونحو ذلك، فهي تحلّ أحياناً محلّ (رُبّ) الّتي للتّقليل بحيث لو وضعت (رُبّ) مكانها لاستقام المعنى دون تغييرٍ في الجملة، وذلك مثل قولك: زارَةْ صديق أفضل من شقيق، وزارَةْ قريب لا ينفعك، وزارةْ يوم يسعدك، وزارةْ يوم يشقيك، وزارةْ حين أفعل هذا، وزارةْ حين لا أفعل … إلخ.

ومن ذلك قول إحداهنّ فيما يغنّى منَ العفويّ: قد قُلتْ لِشْ لا تِعْشقيْ مُعَمَّمْ زارَةْ معمَّمْ يِدْخِلِشْ جهَنَّمْ والمراد بالمعمّم هنا، ذوي العمائم البيضاء الّتي تضفي على أصحابها مسحةً منَ العلم الدّينيّ، ويكون فيهم أوغاد، ولهذا يقولون لمن يرونها تساير أحدهم: اتركي هذا المعمّم يمكن يِعْرُبِشْ بدليل. وتكون زارَة أحياناً أقل بمعنى (بعض) بحيث لو أحلّيتها محلّها لما تغيّر شيءٌ مثل قولك: هل ترى فلاناً دائما؟ فيقال: لا زارَة احيان، أو زارَةَ ايّام، أو زارةَ مرّات، ولكنّنا نقول أيضا: زارَةْ حين، أو زارةْ يوم، أو زارةْ مرّة، فلا تصحّ العبارة بإحلال (بعض) محلّها. وإذا استعملت ربّ هنا صحّت ولكن بإضافة: أراه إلى آخر الجملة. وتأتي زارة في جملٍ تفيد التّقريع والتّوبيخ وتفيد التّقليل والتّبعيض أيضا، يقال: زارةِ انسان لا يعقل، وزارةْ ناس لا يفهمون ونحو ذلك. وتفيد التّنوع مثل قولهم: زارةَ احيان تصيب, وزارةَ احيان تخطى، وزارةَ ايّام خير وزارةَ ايّام شدّة.

المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter