المعجم اليمني

سبه

س ب ه

تعريف-1: السّباهة: الغباء أو التّغابي، يقال: في فلانٍ سباهةٌ أو هو يفعل ما يفعل بسباهة، ويقال: تسابه فلانٌ يتسابه، إذا هو تظاهر بالغباء وفعل ما فعل بغباءٍ متعمّد (كلماتٌ كلّها لامُها (هاء) ومعانيها متقاربة)؛ انظر فيها (تاج العروس). (1) ألَهَ يألَهُ: تحيّر يتحيّر. (2) أَمِهَ يأْمَهُ أَمَهًا: نسي, قال: أَمِهتُ وكنتُ لا أنسى حديثاً كذاك الدّهر يوْدِي بالعقول والمأموه: الّذي ليس عقله معه. (3) بَلِه يبله: غفل وقلّ تمييزه، والأبله: الأحمق الّذي لا تمييزَ له. (4) البَوَهُ: الحمق … به بَوَهٌ: حمق. (5) تَلِه عنِ الشّيء: ضلّه ونسيه، وتَتَلَّهَ فلان: ضاع وتردّد متحيّرا. (6) تاه يتوه: ضلّ والتّيه: الضّلال وتيّهه: ضيّعه. (7) المجْدوه: كالمشدوه. (8) داهَ دوها: تحيّر. (9) دمَهَهُ الَحرّ: أذْهَب عقله، وكذلك ذمهه بالمعجمة. (10) ذَوَهَ:تَمَذْوهَ في لهجاتنا: دارَ وتحير متردّداً. (11) السَّبَهُ: ذهاب العقل، وهو مسبوهٌ ومُسَبِّهٌ والسّباهة في لهجاتنا، وفي المعجمات مع شيءٍ منَ الاختلاف. (12) السَّدَه والشَّدَه والمسدوه والمشدوه: منَ الذّهول. (13) السّفه: جهل وفي لغة المسند: غفل ونسي و أهمل … إلخ، وفي المعجمات سفهت حقّي: نسيته، وهي مادّةٌ واسعةٌ في المسنديّة والعربيّة. (14) أشْبَهَ الأمر: أشكل وغمض وسبَّب الحيرة. (15) صَتَهَ عنِ الشّيء: غفل أو تغافل عنه. (16) عُتِهَ فهو معتوه: نقص عقله. (17) تعتَّه: تجاهل. (18) العله:الخمار. (19) عمه: عمى، والعمه: التّردّد والتّحيّر. (20) فَهِهَ: اصيب بالعيّ والبله. (21) الكمه: العمى. (22) انظر لاهَ وتلَوَّه في التّاج. (23) الوَرَهُ: الحمق. (24) الوَلَه: ذهاب العقل.


استطــراد كثيرٌ منَ الكلمات الدّالةِ على البلهِ أو الذّهول أو الانشداهِ والاندهاش؛ يأتي (لامُها) (هاءً)؛ أي يكون حرفُها الأخير هو حرفُ (الهاء)؛ وذلك في اللّغة العربيّة وفيما تفرّع عنها من لهجاتٍ وفي مقدّمتها اللّهجات اليمنيّة. إنّ تعليل ذلك فيما نراه يعود إلى ما للّغاتِ من آليّةٍ عجيبة، حتّى لتبدو أنّها تفكّر وتريدُ وتفعل؛ فيبلغُ بها الإتقانُ حدًّا لا يقف عند إيجاد صلاتٍ بين (منطوقات) الألفاظ و(مفاهيمِها) فحسب، بل يتجاوزه إلى إيجاد صلاتٍ بين الحروف المفردة الّتي تتألّف منها الألفاظ وبين دلالاتها، ثمّ فوق ذلك وعلاوةً عليه يصل الإبداع والإتقان إلى حدّ إيجاد صلاتٍ فيسولوجيّةٍ تشريحيّةٍ تربط بين دلالات الألفاظ، بل ودلالة بعض حروفها أو الحروف المفردة من حروفِها، وبين الوضع التّعبيريّ الّذي يتّخذه الجسمُ أو الوجهُ أو الفم، عند نطقه لهذا اللّفظ دون غيره، أو عند التّفوّه بهذا الحرفِ دون ذاك. ومنَ الواضح أنّ من ينطقُ كلمةً منتهيةً بـ (هاء) لابدَّ أن يفغر فاه لإخراج حرف (الهاء) من مخرجه البعيد في الصّدر وأنّ يظلّ فمه مفتوحاً ولو للحظةٍ خاطفة، وبخاصّةٍ عند وقوفه على هذه الكلمة وعند حرف (الهاء) الّذي تنتهي به. فإذا لاحظنا أنّ مَن بهم بلهٌ أو ذهولٌ أو انشداهٌ خِلقةً يكون من صفاتهم البيولوجيّة أن تظلّ أفواههم فاغرةً مفتوحةً بارتخاء، وأنّ من يقعُ عرضاً في حالة اندهاشٍ واستغرابٍ وتفاجؤٍ إلى حدّ الذّهول فإنّه يفغرُ فاهُ ويحتفظ بفيهِ مفتوحاً ولو للحظةٍ خاطفةٍ للتّعبير عنِ الحالة العارضة الّتي هو فيها. ومن هنا جاءتِ الصّلة بين الكلمات المنتهية بحرف (الهاء) وبين الدّلالات السّابقة، فلا نعجب إذاً أن تأتي في لغتنا ولهجاتنا من هذه الكلمات القائمةُ السّابقة.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter