المعجم اليمني

شقذ

ش ق ذ

تعريف-1: الشُّقْذَةُ، بضمٍّ فسكون: ما ينتاب الجسم من قُشَعْريرةٍ بسبب لمس ما يثير الشُّقْذَة أو رؤيته أو سماعه, تقول: لمست ثعباناً فشُقُذْت، أو: شُقِذَ جسمي، وتقول: أتذكّر ذلك الأمر المخيف لا ما يُشْقَذْ جسمي، ولا ما بمعنى: حتّى وكذلك (لوما)، وقديماً كانت (لو ـ دون زيادة ماـ) تستعمل بمعنى (حتّى)؛ انظر: (لو). وهناك منَ الأصوات ما يُشَقِّذ فيُشْقَذ له هذا أو ذاك منَ النّاس، وكلّ إنسانٍ له عادته فيما يُشْقَذُ منه، فصوت احتكاك سكِّينٍ ـ مثلاً ـ على معدنٍ أو إناءٍ معدنيٍّ يُشْقَذ له الإنسان أو حكّ زجاجٍ بمسمارٍ مثلا، ونحو ذلك, تقول لمن يفعل ذلك: شَقَّذْتَنِيْ يا فلانُ فهذا الصّوت مُشَقِّذ. وكذلك لمس باطن القدم لمساً خفيفا، أو أيّ مكانٍ من الجسم، يُشَقِّذ فيُشْقَذُ منه الإنسان، وكأنّ أصل أفعال هذه المادّة بالبناء للمجهول. تعريف-2: الشَّقْذة ـ بفتحٍ فسكون ـ والشَّقاذ ـ بفتحتين خفيفتين ـ لبعض أنواع الطّعام هو: احتراقُهُ احتراقاً خفيفاً يجعل فيه رائحة الاحتراق أو الشّقاذ، ولكنّه لم يتلف تماماً بل يؤكل وهو شاقِذ. تعريف-3: الشَّقَذُ، بفتحتين: ما ينهبه قُطّاع الطّرق ويستولون عليه منَ المسافرين، يبرز قاطع الطّريق للمسافر قائلا: اطرح شقذك, وقد يسمّى شقذاً كلُّ ما يكون على القتيل ومعه من ملابسَ وسلاحٍ ويكون سلباً لقاتله، وكلُّ ما يُجمع ويرسل إلى أهله إذا قتل في الحرب، وكذلك قُطّاع الطّرق كانوا يقولون لمن يعترضونه: اطرح الشَّقَذ. تعريف-4: الشَّقْذُ، بفتحٍ فسكون: التقاف أو التقاط الشّيء منَ الهواء أو منَ الأرض بخفّةٍ وبراعة، تقول: رميت لفلانٍ المفتاح فشَقَذَه أو شَقِذه منَ الهواء، والأمر منه: اشْقَذْ. ويستعمل للتّعبير عنِ البراعة في مثل قولهم: طارت بقرب فلانٍ عصفورةٌ فقال بها اشْقَذْ, والأطفال إذا جاء الجراد يُشَقِّذون الجرادات شِقّاذاً في أثناء النّهار، يجرون ورائها ويلتقطونها منَ الجوّ أو منَ الأرض ببراعة، أمّا صيد الجراد فيكون ليلا، ويجترفها الصّائدون لها اجترافاً ويغترفونها اغترافاً من مكامنها فيملؤون بها الأكياس والغرائر، ومنَ الطّرائف أنّ رجلاً منَ الأجانب حينما جاء الجراد الأخير إلى اليمن خرج في صنعاءَ يمشي في شوارعها، فرأى الأطفال وهم يَشْقَذوْن لهم الجرادات شَقْذا، فلا يجمع منه أبرعهم إلّا عشرات الجرادات كما ذكروا له، فظنّ أنّ ذلك هو صيد الجراد الّذي يتحدّثون عنه، ولم يسمع عن صيد الجراد ليلا، وفي اليوم التّالي خرج بسيارته إلى مكانٍ بعيدٍ فرأى في الطّريق رجلاً ينوء بحمل كيسٍ ضخمٍ منَ الجراد فيه الآلاف منها، ولم يستطع التّفاهم معه إلّا على أنّ ذلك هو صيده وحده، ولم يفطن إلى أنّه صادها في أثناء اللّيل كما ذكرت، فعاد الصّديق الأجنبيّ إلى صنعاء، وأخذ يحدّثنا أنّه رأى حادثةً عجيبة، وذكر هذه الحادثة معقّباً بقوله ـ تفكّهاً أو بصدق ـ: إنّها تستحقّ بل يجبّ أن تدخل في كتاب (جينيس) للأرقام القياسيّة، فقد استطاع رجلٌ واحدٌ أن يلتقط بيديه آلافاً مؤلّفةً منَ الجراد وحدَه، ولكنّنا أفهمناه كيف تمّ ذلك فزال عجبه. وشقذ الشّرطة فلاناً منَ الشّارع يشقذونه شقذا؛ أي: التقطوه من بين النّاس حيث قصدوه وحده وقالوا به اشقذْ.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter