المعجم اليمني

شوع

ش و ع

تعريف-1: شَواعَةُ العروس، هم: مرافقوها من أقاربها عند زفافها إلى بيت زوجها، ونقول فيهم: الشّواعة، وممّا يغنّى في الأعراس: فَرِّشُوْا الدِّيْوانَ الاسْفَلْ لِلشَّواعة حِيْنْ تِصَلْ فرّشوا الدّيوان الاعْلَى لِلْعَرُوْسْ بِنْتَ الهِلَى بنت الهِلَى: المنعّمة عند أهلها. والمفرد: شوِيْعٌ، بفتحٍ فكسرٍ فسكون. والشَّوِيْع، يؤدّي خدماتٍ وواجباتٍ من يوم بداية حفلات العرس إلى يوم زفاف قريبته العروس، ثمّ يقوم ومن معه منَ الشّواعة الآخرين بمرافقتها إلى بيت زوجها. ومادّة (شَوَع) هذه، وبمعنى لا يختلف عن معناها هنا، أي كما هي في لهجاتنا اليوم هي مادّةٌ عربيّةٌ يمنيّةٌ قديمة، ترد كثيراً في نقوش المسند اليمنيّ القديم وبصيغٍ متعدّدةٍ ففي فعلها الماضي وهو الأكثر ورودا، لأنّهم يدوّنون المساند بعد أداء المهمّات، كثيراً ما نجد أحدهم يقول في مسنده: إنّ فلاناً بن فلانٍ قد شاوَع قومَه، أو القائد العسكريّ فلانا، أو القيل فلانا، أو الملك فلاناً بن فلان، وذلك بأن فعل كذا وكذا دعماً ومساعدةً لقومه وقبيلته، أو قياماً بالواجب المعبّر عنِ الولاء للقائد أو القيل الفلانيّ، أو تعبيراً عنِ الولاء وخدمةً للملك. فالمشاوعة هي الفعل الّذي تتراوح دلالته بين العون والمساعدة إلى الخدمة طاعةً وولاء. والشّويع الّتي نستعملها اليوم، يقوم بنفس الواجب من أداء الواجبات الأسريّة والاجتماعيّة بخدمة العروس ومساعدتها، والشّويع اسم فاعلٍ على صغية فَعِيْل، وكثيراً ما يأتي اسم الفاعل على هذه الصّيغة في لغتنا العربيّة منذ أقدم لهجاتها، أمّا جمعها على شواعةٍ فواحدةٌ من صيغ جمع التّكسير الّذي ليس لبابه حصرٌ ولا قاعدةٌ تحكمه، وفي لغتنا القاموسيّة جاء في معجماتها أنّ منَ اللُّغويّين من يرى أنّ كلمة الشّيعة بمعنى: أنصار الرّجل وأعوانه، هي من أصلٍ واويّ؛ أي: من(شوع) وهذا يجعل الشّويع والشّواعة في لهجاتنا اليوم مؤشّراً على إمكان صحّة هذا الرّأي، وإن كان قد شاع استعمالها بعَدّها من أصلٍ يائيّ، وحروف العلّة تتبادل الأماكن. تعريف-2: الشُّوع والشُّوعة، بضمٍّ فسكونٍ ففتح: الكريه المنفّر منَ الأطعمة والصّفات والأشياء وسائر الأمور؛ وللمؤنّث: شُوْعَةٌ أيضا؛ أي إنّ الشُّوعة تستعمل للمذكّر والمؤنّث. ويقال في المذكّر: شُوِيع ـ بضمٍّ فكسرٍ فسكون ـ وللمؤنّث: شُوِيْعَةٌ بالدّلالة نفسها والشُّوْع والشُّوعة والشُّوِيع منَ الأطعمة هو: الكريه الّذي تعافه النّفس. والطّباع الشُّوْعَة والشُّوِيعَة هي: السّيّئة القبيحة المستنكرة، وكذلك الصّفات والأشياء الكريهة غير المستحبّة، وحتّى الأمور المعنويّة والمواقف، تقول: هذا منَ الأمور الشُّوعة، ونحن في موقفٍ شوعةٍ ونحو ذلك. ويقولون: تَشاوَع فلانٌ الطّعام يتشاوعه تشاوعاً وتشاوعاً ومشاوعة؛ أي: كرهه وعافته نفسه، فهو لا يطيقه، ويقال: تشاوع فلانٌ فلاناً، وتشاوعتِ المرأة زوجها، للتّعبير عمّا يحصل من نفورٍ وكراهيّةٍ إلى حدّ التّقزّز وعدم الاحتمال، والمرأة ـ أحياناً ـ تتشاوعتِ زوجها في أثناء توحّمها وحملها فتنفر منه إلى حدّ التّقزّز وعدم احتمال المعاشرة، ولكن ذلك يكون مؤقّتاً وغير دالٍّ على البغض والكراهيّة. وشاوَع فلانٌ فلاناً يشاوعه مشاوعة, إذا هو: تعمّد تنفيره وإثارة تقزّزه من طعامٍ أو أيّ شيءٍ يجعله يرى ما يقزّز النّفس من وساخةٍ ونحوها. تقول: كفّ عن هذا يا فلانُ شاوعتني.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter