المعجم اليمني

شوف

ش و ف

تعريف-1: شافَ يَشُوْفُ شَوْفاً وشَوْفَةً فهو شَايِف؛ بمعنى: أبصر ونظر، ورأى منَ الرّؤية منَ العين ومنَ الرّأي بالعقل, نقول: شَاف فلانٌ منَ النّافذة؛ أي: نظر وشَاف فلانٌ فلانا، أي: رآه؛ وشَاف فلانٌ أنّ الأمر يحتاج إلى كذا ففعل كذا وكذا, ونقول: شوف يا فلان، هل تشوف فلاناً قادما، وماذا تشوف أنّ نفعل له؟؛ أي: انظر هل تراه، وما رأيك في استقباله, ونقول: شوف بمعنى: افهم وتعقّل وكن على بيّنةٍ … إلخ مثل: شوف يا فلانُ لن يكون هذا الأمر إلّا على نحو كيت وكيت … إلخ. ولم يرد في اللّسان من هذه المادّة بمختلف تصريفاتها إلّااشْتاف وتشوّف؛ بمعنى: تطلّع وتطاول للنّظر، وهذه الصّيغة لها عندنا نفس المعنى منَ التّطلّع وإجالة النّظر، كما تعني عندنا التّأمّل فنقول: أتشوّف هذا، وتشوّف فلانٌ في الشّيء؛ أي: تأمّله مليّا، كما تعني التّروّي والتّعقّل، فنقول: فلانٌ الآنَ يتشوّف في الأمر ليرى فيه رأيه, ثمّ أورد اشتاف وخصّها بحالاتٍ معيّنةٍ كتخييل البرق ورفع الفرس رأسه للنّظر. والواقع أنّ مادّة (ش و ف) بمختلف تصريفاتها أكثرُ وضوحاً وأوسعُ استعمالاً في لهجاتنا منها في معجمات اللّغة. فإذا تذكّرنا إلى جانب ذلك أنّ هذه المادّة شائعةٌ على ألسنة العرب في مختلف أقطارهم ودائرةٌ على ألسنتهم يوميًّا في كلّ مكانٍ … ثمّ عرفنا أنّ نقوش المسند اليمنيّ تستعمل هذه المادّة بنفس المعاني الحسّيّة والمعنويّة، وبمعنى الرّعاية بالنّظر، والتّكرّم بالنّظرة الحانية الحامية منَ الآلهة … إلخ. عرفنا أنّ هذه المادّة هي من صميم اللّغة العربيّة ومن أعرق وأعمق الجذور، وأنّ الاستعمال العربيّ الواسع لها اليوم هو من تأثّيرات الهجرات اليمنيّة قبل الإسلام وبعده، مثلها مثل كثيرٍ غيرها ممّا حملوه وأشاعوه، ولمّا عاد اللُّغويّون إلى مراجعهم البدويّة ولم يجدوها بهذا التّصريف وهذا الوضوح لم يحسنوا شرحها في معجماتهم وقواميسهم، هذا ومنَ المادّة نفسها جاءت في لهجاتنا كلمة الشُّوْفة ـ بفتحٍ فسكون ـ والّتي تطلق من باب الاحترام والتّأدّب على: المرأة، وهيـ ذات المنظر والأبهة وللحقّ فإنّ ما جاء في اللّسان حول هذه الدّلالة هو أوضح ممّا هو في لهجاتنا فقد قال: المُشَوَّفة: المرأة الّتي تظهر نفسها ليراها النّاس، وتشوَّفتِ المرأة: تزيّنت, ويقال: شِيْفَتِ الجارية تُشاف شَوْفا: إذا زُيّنت, ولم يقل فهي شَوْفَة، ولكنّها صيغةٌ مستنتجة، وهي ما أطلقناه ككنايةٍ عنِ المرأة فقلنا: الشّوفة، وجاءتِ الشَّوْفَة، وذهبتِ الشَّوفة … إلخ. وفي الرّماية نقول: شاوَف فلانٌ يشاوِف مُشاوَفة؛ أي: صوَّبَ وسدَّد، فهو قد أغمض عيناً وفتح الأخرى وبشوفها الّذي هو: قوّة إبصارها أخذ يشاوف, وقد أطلقنا اسم (المَشاف) على ذلك الجزء البارز أدنى ماسورة البندقيّة ممّا يلي الرّامي، والّذي يضبط لتحديد المسافة، وكذلك أطلقناهُ على ذلك الجزء الصّغير البارز فوق فوّهة البندقيّة وبه يُحدّد التّسديد نحو الغرض، والجمع: مشافات. ويسمّى الّذي عند فوهة البندقيّة في بعض الأقطار العربيّة: الدِّبانة ـ الذُّبانةـ أو: النّملة, وبعضها تسميه: نمل الدِّبانة. هكذا معا.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter