المعجم اليمني

صلب

ص ل ب

تعريف-1: الصَّلب ، بفتحتين : ما صَلُب منَ الأرض, كما جاء في اللّسان: أو المكان الغليظ المنقاد، وأسْناد الآكام والرّوابي، والجمع أصْلاب. هذا ما جاء في اللّسان وغيره منَ الأمّهات. ونحن نقول: الصَّلَب ـ بفتحتين خفيفتين ـ كما في اللّسان، ونجمعها على أَصْلابٍ أيضا. ولكنّ المجتمعات الزّراعيّة في الغالب، تتعامل مع الأرض وبقاعها وما لها منَ الصّفات والخصائص، من خلال الاعتبارات الزّراعيّة ومصطلحاتها، ولهذا فإنّ كلمة صَلَب عندنا تطلق على: الأرض أو الأراضي التّرابيّة الصّالحة للزّراعة لو أريد إحياؤها، ولكنّها تركت صَلَباً أو أصلاباً لسببٍ منَ الأسباب منذ البداية، فالصّلَب هو كلّ وادٍ أو نجدٍ أو سناد تلالٍ وروابٍ، أو سفوح جبالٍ أو مناكبَ وشعابٍ فيها، يغلب على تكوينها عنصر التّراب القابل للاستصلاح وتنمو فيها النّباتات والأشجار ولكنّها صَلَب منذ الأزل فلم يحيها أحدٌ ولا تظهر فيها أيّ معالمَ تدلّ على سابق استزراعٍ لها، فيقال فيها: إنّها أرضٌ صَلَب كلّها أصلاب، أو أراضٍ صلَب وأصلاب، أي إنّ كلمة صلب تطلق على المفرد والجمع، وقد يقول أحدهم: سافرت فمررت في بلاد كذا بأراضٍ صَلَبٍ كلّها أصْلاب لله الواحد القهار، أي لا يوجد من يصلحها ويزرعها فلا لا مالك لها إلّا الله وحده. وتطلق كلمة، صَلَبٍ وصالبٍ وصالبةٍ وأصلابٍ أيضاً، على: ما أصْلب من أراضٍ كانت مزروعة, تقول: أصْلب أهل الوادي واديهم فهو صَلَب، أو فهو صالب، أو فهو أصلاب، وقد يُصْلب النّاس مجموعة حقولٍ فهي صلب أو فهي صالبة، أو فهي أصلاب، لأسباب عديدة. أمّا الجِرْبة الواحدة ونحوها إذا هي أُصْلِبَت بعد حياة، فيقال فيها: صَلَب وصَالبة. والحَوْل ونحوه يقال فيه: صَلَب وصالب, ولا يقال في أحدهما أصلاب بالطّبع لأنّ هذه لا تفيد إلّا الجمع, ومنَ الأحاجي الّتي يحاجون به ملغزين في (بوري المَداعَة ـ الأرجيلة أو الشّيشة ـ) قولهم: ما شيءٌ يكون فيه جِرْبِهْ صَلَبْ، وِجِرْبِهْ خُلَبْ، وِجِرْبِهْ عَلَيها النّار تلهب؟ والجواب: (بوري المَداعَة) فالجربة الصَّلَب هي أرضيّة (البُوْري) الفخّاريّة، والجربة الخُلَب ـ انظر: (خ ل ب) ـ هو: التّبغ المبلول بالماء، وفوقهما النّار كما هو معروف. ومنَ الإِصْلابِ: الإصلابُ المقصود، كأن يُصْلِب أحدهم قطعة أرضٍ زراعيّةٍ موقفاً لها لتكون مَرفقاً لمصلحةٍ عامّة، ومن هذا تأتي كلمة الصَّلَبَة الّتي تطلق على هذه الأرض الموقوفة أو المتروكة لتكون للاستعمال العامّ، وأكثر ما تطلق الصّلبة على المقابر، فما من قريةٍ إلّا ولها صلبةٌ أو صلبتان ممّا يخصّص لدفن موتاها، وقد تُوْقَف صلبةٌ لمصلحةٍ أخرى، وأشهر صَلَبةٍ هي (صَلَبَة السّيّدة ـ أي سيّدة بنت أحمد الصّليحيّة ـ) الّتي أوقفتها بالقرب من (إبّ) لتكون مرعًى للمواشي ومرفقاً لانتفاعاتٍ عامّةٍ مختلفة، وجمع الصّلبة: صلبات. هذا وإصلاب المال لسببٍ غير قسريّ، يعدّ مأخذاً يلحى عليه فاعله، ومن صَلِبت له أرضٌ لعجزٍ يلحقه من شيخوخةٍ أو مرضٍ أو من عدم إنجابه للأبناء، يكون محلّ إشفاق، وكثيراً ما يجد من يساعده, وإذا كان المهاجر المغترب يثير عواطف الإشفاق عليه والرّثاء له، فإنّ ممّا يزيد ذلك أن يَصْلَب ماله وتسوء أحوال أهله وخاصّة زوجه وأولاده، ولهذا تقول أغنيةٌ عفويّة: رَحْمَتِي لِلْغِرِيْبْ مِنْ حِيْنْ قالُوْا تِغَرَّبْ أ رْضْ مالِهْ صَلَبْ، وِغَرْسْ بَيْتِهْ مِسَيَّبْ وجاءتِ الأصلاب في أحكام عليّ بن زايدٍ حيث يقول: عِنْدِيْ تِجِدّاي الاصْلابْ ولا تجِدّاي الاصْحابْ والتِّجِدّاي: الاستجداء، أراد باستجداء الأصلاب العمل فيها وإحياءها واستزراعها.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter