المعجم اليمني

فصع

ف ص ع

تعريف-1: الفَصْعَة هي: أوّل حليب البقر والغنم بعد الولادة، ومنه يعمل اللّبأ الأكلة التّرفيهيّة المعروفة. ففي لهجاتنا لا تأتي كلمة اللّبأ اسم ذاتٍ لهذا الحليب الّذي يكون لأيّامٍ بعد الولادة، كما تفعل القواميس حيث تسمّي هذا الحليب نفسه اللّبأ، بل نحن نطلق عليه اسم الفصعة لتمييزه عن حليبِ الأيّام المألوفة، وهو تمييزٌ مبرّرٌ لأنّ هذه الفصعة تتميّز في صفاتها عن سائر الحليب، وأهمّ ما يتميّز به دسامته وصفرته وغلاظة قوامه ثمّ صلاحه لعمل اللّبأ الممتاز بدرجاتٍ عن لبأ غيره منَ الحليب المعتاد.أمّا اللّبأ فهو كما ذكرت طعامٌ يصنع من الفصعة، وأكثر ما نصنعه من فصعة البقر لا من فصعة الغنم، وذلك لأنّ صنع اللّبأ طقسٌ اجتماعيٌّ سائدٌ يقصد به التّعبير عنِ السّرور؛ لأنّ ولادة البقرة منَ الأمور المهمّة في المجتمعاتِ القرويّة الزّراعيّة، ويهدفون من صنع اللّبأ أن يقسّموه على الجيران والمعارف ليشاركوا بالفرح في هذا الحدث الّذي لا يخلو منَ السّعادة، وربّما يهدفون إلى درء بعض العيون الشّريرة والنّفوس الشّانئة الّتي قد تلحق ضرراً بهذه البقرة الولود. ولصنع اللّبأ تجمع فصعة البقرة لأربعة أيّام، وإذا كانت البقرة جيّدة الدّرِّ سمينته فلثلاثة أيّام، ثمّ تضيف صانعاته إليه خميرةً تجمّده وفي نفس الوقت يضاف إليه توابل منَ الشّذاب والحبّة السّوداء ـ حبّة البركةـ والكمّون ونحوها منَ البهارات، وبعد تجمّده في القدور الضّخمة ـ البُرَم ـ يدخل في تنّورين أو ثلاثٍ قد أحميت, وبعد ساعةٍ أو أكثرَ يخرجونه وقد أصبح لبأً شهيّا، ثمّ يضعون أواني التّقسيم على الأرض وتتربّع النّساء لـ(تقسيم اللّبأ) على أكبر عددٍ منَ الجيران والمعارف، وهو تقليد، ومنه سرت عبارةٌ شائعةٌ تجري مجرى الأمثال وهي: «بتقسِّموا اللّبأ»، تقال لكلّ قومٍ تجدهم وهم مجتمعون يقسّمون شيئًا لا لأنفسهم، بل يصل إلى الآخرين، فتقول: جمعكم الله على خيرٍ ماذا تفعلون؟ «بتقسّموا اللّبأ»، تقوله رغم أنّك تشاهد أنّ ما يقسّمونه ليس لبأ، ولكنّ تقسيم اللّبأ قد أصبح نموذجاً ومثلا. والحقّ أنّنا كنّا في طفولتنا نجد اللّبأ من خير ما يقدّم لنا من هدايا لطعمه اللّذيذ، ولهذا كنّا نفرح لكلّ بقرةٍ تلد. تعريف-2: فَصَع فلانٌ فلاناً يَفْصَعه فَصْعا: ضربه بعصاً في ظهره عند الخاصرة ممّا جعله يَفْتَصِع؛ أي: يتراجع بظهره إلى الخلف، ويتقاعس ببطنه إلى الأمام فهو مُفْتَصِع افْتِصاعاً وفَصْعَة.



المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter