المعجم اليمني

قهب

ق ه ب

تعريف-1: التَّقْهِيب والقِهّاب للحبِّ بأنواعه وللْبُنّ هو: إجادة إيباسه في الشّمس حتّى تذهب منه كلّ رطوبة. قَهَّب فلانٌ الحَبَّ أو البُنَّ في الشّمس يقهِّبه تقهيباً وقِهّاباً فهو حبٌّ مُقَهَّبٌ وبُنٌّ مقَهَّب، وهذا منَ الصّفاتِ الحسنة للحبّ وللبنّ فهو أوفى للمكيل وأجدر ألّا ينقص أو يفسد بسببِ الرّطوبة بعد ذلك.


استطــراد: وقد سبقت كلمة (سَهَّب) ودلالتها الّتي تعني: إعادة إيباس ما يؤخذ منَ الحبّ للحاجة اليوميّة، وذلك بتعريضه لحرارة نارٍ خفيفةٍ في صاج، أو بنشره في قعر طبونٍ فيها بقيّةٌ من حرارةٍ لإزالة ما اعتراه من رطوبةٍ ليسهل ويحسن طحنه، ويكون هذا التّسهيب لأنواع الحبوب ماعدا البرّ؛ إذ الأمر فيه بالعكس، فهم يخرجونه منَ المخزن ثمّ يبلّونه في الماء حتّى يرطب إذا أرادوا أن يطحنوا منه طحيناً دقيقاً ناعما، وليس جريشاً أو جشوشاً أو حثيثاً أو طحيناً معتادا. وفي حرف الضّاد لم أذكر (ضَهَّب) الّتي تعني في لهجاتنا: تعريض أشياء ـ غير الحبوب ـ للشّمس إمّا لإيباسها مثل قولنا: ضَهَّب فلانٌ العود أو الخشبة ونحوهما في الشّمس طلباً لليباس، وإمّا لإحمائها أو مثل قولنا: ضَهِّب يا فلانُ هذا الشّيء في الشّمس حتّى يحمى؛ كما يعني التّضهيب والتّضهاب مجرّد التّعرض للشّمس الزّائد عنِ الحدّ، مثل قولنا: ظلّ فلانٌ يعمل في الحقل ـ مثلاً ـ ويُضَهِّب ظهره في الشّمس طوال اليوم فآذته أو أمرضته.. لم أذكرها لأنّها ترد في القاموسيّة بنفس الدّلالة وإن كانت للتّضهيب بالنّار وهي عندنا للتّضهيب بالشّمس أوّلا. فهذه كلماتٌ خمسٌ (سهَّب) و(سهّف) و(شهَّف) و(ضهّب)و(قهَّب) وكلّها بـ (الهاء) وحروفٌ متقاربة، ولكنّها من لهجاتنا، وتأتي دلالاتها في مجال موحّدٍ تجمعه الحرارة وفعلها، سواءٌ كانت حرارة النّار أو حرارة الشّمس، وهي دلالاتٌ متقاربةٌ لعلّ الحرف الّذي يختلف في كلّ كلمةٍ منها هو الّذي يعرب عنها. وهذه الظّاهرة هي من باب وجود علاقةٍ بين حروف الكلمة، وبين معناها ودلالتها. وفي اللّغة العربيّة كثيرٌ من هذه الظّواهر والحالات، ولعلّ أشهر مثالٍ يرد على ذلك حرف القاف ووجود علاقةٍ بينه وبين الدّلالة على (القطع) مثل (قَدّ)، (قذّ) (قَصَبَ)، (قَصَّ)، (قَصَف)، (قَصَل)، (قَصَمَ)، (قض)، (قطَّ)، (قطع)، (قطف)، (قطل، من لهجاتنا)، (قَلَع) (قطم)، (قلم، من لهجاتنا).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter