المعجم اليمني

لقط

ل ق ط

تعريف-1: جاء في لسان العرب: «قال شِمْر: سمعت حميريّة تقول لكلمةٍ أعدتُها عليها: قد التقطتها بالملقاط، أي: كتبتها بالقلم» ثمّ لم يأت في اللّسان أي ذكرٍ للملقاط والملقط بوصفهما أداتين يستخدمها النّاس، لالتقاط النّار، والتقاط ما يُشوى فيها، ولالتقاط أشياء أخرى. واستدرك الصّغاني الكلمتين بهذه الدّلالة في التّكملة فقال بإيجاز: «المِلقَط والملقاط: ما يُلقط به» ولكنّه أتبع ذلك مباشرة بقوله: «قال شمر: وسمعتُ حميريّة تقول لكلمة أعدتُها عليها: قد لقطتُها بالملقاط، أي: كتبتها بالقلم». واستفاد الفيروز أبادي ثمّ الزَّبيديّ من الاستدراك المختصر، ولكنّهما في مستهلّ كلامهما عن المِلقاط قالا: «الملقاط، بالكسر: القلم، قال شِمْر: سمعت حميريّة تقول ـ لكلمة أعدتها عليها ـ: لقد لقطتها بالملقاط، أي كتبتها بالقلم». وهكذا أصبح الملقاط، هو: القلم، والحقيقة هي أنّ المرأة الحميريّة استعملت المجاز في مخاطبتها لشِمْر بن حمدويه الخراساني وكأنّها قالت: لا تُعِدْ علي شرح الكلمة لأنّني قد التقطتها من بين كلامك وفهمها كما يُلْقَط الشّيء بالملقاط. أمّا عبارة: «أي كتبتُها بالقلم» فهي من عنديّات شِمْر، يشرح بها كلام المرأة الحميريّة، وقد أدّت إلى أن يقول بعض كبار اللُّغويّين: «الملقاط: القلم!» وتُستنتَج من ذلك عبارة أخرى، هي: «في كلام أهل اليمن». وهذا قول غير صحيح، مبنيٌّ على وَهْم وسوء فهم، لا من قِبَل شمر وحده، بل ومن قبل من ردّدوا عبارته، ومن زادوا فقالوا: «الملقاط!: القلم». والملقاط والمقلط في كلام أهل اليمن ولهجاتهم: أداةُ منزليّة تُلْتَقط بها النّار، وما يُشْوَى أو يُحْمى في النّار؛ وتلتقط به بعض الأشياء المستقذرة ، كما سيأتي. والمَلقط ـ بفتح الميم ـ: أداة لنتف الشّعر وخاصّة من المنخرين والأذنين. والملقط أيضاً: أداة لطيفة لنزع ما ينغرز في الجسم من شوك أو شظايا في أثناء العمل، ويسمّى: المَنْطَب؛ انظر: (ن ط ب). ومن المفيد الإشارة إلى عادة «فَلْخِ الملقاط» عندما يسمع النّاس عواء كلب في اللّيل فيتشاءمون منه، ويفلخون الملقاط درءاً للشّرّ، أي: يباعدون بين شقّيه، وهي من «التّسع البوارد». وحكاية أخرى فجّة أذكرها نكاية بمن يتوهّمون أنّ الملقاط هو القلم بلغة أهل اليمن، وفحواها: أنّ زوجةً استيقظت قبل زوجها، وغادرت كيس النّوم المشترك، وأحضرت (الموقد) وأضرمت فحمه ناراً، ووضعت عليه جَمَنَةَ٭ القهوة، وقِدْراً فيه طعام الفطور، وغرزت الملقاط بجانب من الموقد بين النّار، وحينما همّت بالانصراف لبعض شأنها، لمحت على كيس النّوم جسماً صغيراً أسودَ متغضّناً تَعِساً، فلعنت في سرّها القطّة لأنّها تبرزت فوق كيس النّوم، وأخذت الملقاط المُحَمَّر لتلتقط به ذلك التَّعِس، فدوّت في أرجاء البيت صرخة ألمٍ هائلة، صادرة عن زوجها المسكين.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter