المعجم اليمني

نخس

ن خ س

تعريف-1: النَّخْسُ، بفتحٍ فسكون: الاسم الشّائع للنَّفَس؛ نَفَسُ الإنسان أو الحيوان الّذي يتردّد في صدره. وفعله الثّلاثيّ المجرّد هو: نَخَس فلانٌ يَنْخُس نَخْساً ونَخْسة، تقول: دعني أَنْخُس، أي دعني آخذ نفسا. ومزيده الّذي يزاد بالتّاء في أوّله وبتضعيف الخاء، هو العامُّ والشّائع في جميع لهجاتنا، حتّى لا يستعمل عامّة النّاس إلّا النَّخْس والتَّنَخُّس، وليس النَّفَس والتَّنَفُّس. يقال: تَنَخَّس فلانٌ يَتَنَخَّس تَنَخُّساً وتِنِخّاساً فهو مُتَنَخِّس، أي: تَنَفَّس. والتِّنِخّاس، بكسرتين فخاءٍ مضعّفة: المصدر، وفعلاه الماضي والمضارع لازمان، سواءٌ كانا مجرّدين أو مزيدين، وذلك عند استعمالهما بمعناهما الأصليّ في تنفّس الإنسان وكلّ ذي نفس. يقال: تَنَخَّس فلانٌ يَتَنخَّس، وما تَنَخَّس فلانٌ أو لم يَتَنخَّس، ويأتي مصدره منصوباً بعد الفعل على المفعوليّة المطلقة: تَنَخَّس تِنِخّاسا. وجاء في الأمثال قولهم: «نَخْسْ جَنْبِيْ ولا عَشرَهْ في السَّفِلْ» يقال في تفضيل القليل ممّا تحبّه النّفس كثيراً على الكثير الّذي ليس له نفس المكانة. وأصله أنّ مزارعاً كان لا يملك منَ الضّأن إلّا عشرة رؤوس، فباعها كلّها دفعةً واحدةً وتزوّج، فلمّا قيل له في ذلك، قال المثل. والسَّفِل هو: الزّريبة أو الإسطبل الّذي يكون في أسفل البيت.والنَّخْس منه الطّـيِّب ومنه الخبيث، كما يقال في العين، وممّا جاء في النَّخْس الطّيّب قول عليّ بن زايدٍ في أحد أحكامه: يِقُوْلْ عَلِيْ وِلْـدْ زايِدْ
نَخْسَ البَتُوْلْ يِنْفَعْ الثَّوْرْ والبَتول هو: من يعمل على الثّيران يطعمها ويعتني بها ويحرث عليها، فإذا كان البَتُول محبًّا للثّور فإنّ إطعامه له يكون أنجع، وعنايته به أنفع، وعمله عليه أريح. وعن النَّخس الطّيّب يقول مثل: «نَخْسَ الملكْ ولا خِصَبَ الزَّمانْ». وهو واضح. والنَّخْس الخبيث يصيب كما تصيب العين الخبيثة، فيقال: أصابت فلاناً كَبَّة نَخْس، أي: نفخة نَفَسٍ خبيث، ويقول المشتري للبائع: اطْرَح نَخْسَكْ يبارك الله لي و لك، لا تِتْنَخَّس على ما بعت فيصاب بمكروه، أي لا تنفث عليه نَفَساً خبيثاً أو احذر أن يظلَّ نَخْسُكَ متعلّقاً بما بعت تعلُّق عدم رضا. ويقال: فلانٌ خبيثٌ إذا كبَّ شخصاً بنَخْسه أضرّه، وإذا كبَّ الشّيء نَخْساً أتلفه… إلخ. والنَّخْس: النَّفَس من دخان التّبغ، ويقال في الأمثال: «نَخْسْ بَعْد الدَّسَمْ يا سِعْدْ مَنْ نالِهْ». أي إنّ نفَساً من التّمباك بعد أكلةٍ دسمةٍ رغبةٌ يُسعَد بها من ينالها. وعجبتُ لأديبٍ كبيرٍ علّق على كتابةٍ لي شرحتُ فيها مقولة ابن زايد: « نَخْسَ البَتُول يِنْفَعْ الثَّوْرْ» على النّحو المذكور، فاعترض وقال: إنّ ابن زايدٍ أراد النّخس بمعناه القاموسيّ، وهو وخز المؤخّرة بعصاً ونحوها. وواضحٌ أنّ الأمر ليس كما ذكر، ولكنّه البعد عنِ التّراث. والتّنخيس يفيد: تنفيس المكتظّ، سواءٌ كان مكتظًّا بهواءٍ أم بغيره، مثل تنخيس القربة المبالغ في نفخها مثلا، أو تنخيس الماجل من ماءٍ لا يحتاج إليه فيفتح لهدر مائه أو بعضه تخفيفاً على جدرانه وإراحةً لها. ومنَ المجاز استعماله في الإنسان، فيقال في المتكبّر المنفوخ إنّه يحتاج إلى من أو ما يِنَخِّسه.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter