المعجم اليمني

نخط

ن خ ط

تعريف-1: النَّخْطةُ والنَّخِيط للطّعام أو للماء على النّار: الغليان وصوت الغليان المعروف. يقال: نَخَط الماء أو الإناء الّذي يُطبخ به طعامٌ ينْخُط نخطةً ونخيطا. والمتعدّي منه يكون بتضعيف الخاء والمصدر: التّنخيط. ومنَ المجاز إطلاق النّخيط والنّخطة على ما يكون في بعض النّاس منَ الخيلاء والأنفة الزّائدة، وتوصف القبائل الشَّماليّة بهذا، وأشهر النّاس بهذا هم قبائلُ أرحب؛ ترى أحدهم وهو في كامل قيافته وهندامه وادّعاء النّعمة أو التّظاهر باليسر، وقد يكون في بيته لا يملك غداءَ يومه ولكنّه النّخيط، ولو دعوته للغداء واستشعر أنّك تدعوه لعلمك ببعض أحواله لاستنكف وادّعى أنّه لا يستطيع أن يلبّي الدّعوة لأنّه لم يخرج منَ البيت إلّا وقد ذبح كبشاً لغدائه، ويستشري عنده النّخيط فيدعوك هو للغداء عنده، فإذا لبّيت دعوته استأذنك لاستكمال بعض أموره، وكرّ عائداً ليبحث عن كبش من أصدقائه بأيِّ طريقةٍ ولو بِرَهْنِ بعض متاعه، وتديَّن من هنا واستلف من هناك، واستقبلك وقت الغداء بالبِشر والتّرْحَاب، وكأنّه قيلٌ منَ الأقيال، وكلّ ذلك من لوازمِ النّخيط وشروطه. ومن ظواهر هذا النّخيط ما يعبّر عنه المثل القائل: «قُلْ لِلأَرْحَبِيْ: يانَقِيْبْ، وِكُلْ عشاه». وقصّته أنّ مسافرين حلّوا بالمقهاية ـ الخان ـ في وقتٍ متأخّرٍ منَ اللّيل وفيهم مواطنٌ من عامّة أهلِ أرحب، فلمّا قدّمت صاحبة الخان ما تيسّر لها من طعامٍ ليتعشّى القادمون قال أحدهم ـ وكان يعرف أنفة النّخيط عند الأرحبيّ ـ: أظنّ أنّك يا نقيب قد تعشّيت، فسُرَّ الأرحبيّ بكلمة يا نقيب وقال: أي نعم قد تعشّيت. فتعشّى الحاضرون ونام جائعاً بفضل النّخيط. كنتُ مرّةً في منطقة عيال سريح بالقرب من أرحب، فرأيت رجلاً قادماً بكامل بزّته الأنيقة، فلمّا دنا حييّته وقلت باستفسار: الأخ من أرحب؟ فمرّ بأصبعه على شاربه المعقوف وقال: (بُبُبْ) بتفخيم، ولم يزد، وواصل طريقه فقلت له: ما أجبت يا أخ، قال: بل أجبت، قلت: فهل (بُبُبْ) تكفي؟ قال: يكفي بُبُبْ وعصرة الشّنب. فعرفت كيف يكون النّخيط. وفي الحروب يرمي الأرحبيّ نفسه في لهوات الموت شجاعة، وخاصّةً إذا جيء له من هذا الباب، ويكفي أن يهتف هاتفٌ قائلا: من كان أرحبي بن أرحبي، فليعمل كذا.. حتّى يهبّ كلّ أرحبيٍّ موجودٍ ملبّياً النّداء و لو إلى موتٍ محقّق. والكرم والشّجاعة والتّباهي من صفات رجال القبائل عامّةً إلى حدّ (النّخيط) وهي عند الأرحبيّ أقوى.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter