المعجم اليمني

أخذ

أ خ ذ

تعريف-1: المأخَذ: حاجزٌ قويٌّ يُبنى بالحجارة المشذّبة ويقوّى بكبسةٍ٭ منَ القضاض ويطلى بطبقةٍ سميكةٍ منه، وقد يبنى بالحجارة الضّخمة والصّخور، وهو من منشآتِ الرّيِّ الزّراعيِّ ويُقامُ بعرض الوادي في أصله، متصدّياً للسّيل لكي يحتجز ماءه ويرفع مستواه لريِّ الأراضي الزّراعيّة المرتفعة على جانبيه. وجمع المأخذ: مآخِذ، وللمآخذ ذكرٌ في نقوش المسند اليمنيّ القديم، وأشهر المآخذ وأكثرها ذكراً في نقوش المسند: مأخذ (ذي يَفَد) الّذي أنشأه أهلُ (تنعم) و(تنعمَه) وعلى رأسهم كبارهم من (بني كبسيم) وكرّسوا كثيراً من نقوشهم المسنديّة لذكر (مأخذهم ذي يَفَد) وأعمالهم فيه، وآمالهم المعلّقة عليه، ضارعين إلى آلهتهم أن تحميه لهم، وأن تجري فيه السّيول، وأن تجري منه الرّيّ النّافع لأراضيهم. وقد ذكر الهمدانيّ في (صفة جزيرة العرب: 237) الوادي الّذي أقيم عليه هذا المأخذُ باسم وادي (يَفَد). ويعرف (مأْخَذ يَفَد) اليوم بسدّ شاحك، وقد زرته في السّبعينيّات، ووجدت بقايا الحاجزين وما فيهما وعليهما منَ القضاض، ويبلغ سمك الحاجز بضعةَ أمتارٍ في كلا جزأَيْهِ، لأنّه مبنيٌّ بجزأين، أحدهما جنوبيٌّ غربيّ، والثّاني جنوبيٌّ شرقيّ، وله قنواتٌ للرّيّ مشقوقةٌ في الصّخر، وهذا يجعله أقرب إلى مواصفات السّدّ، فسمّاه المتأخّرون (سدّ شَاحِك) رغم أنّ أصحابه الأقدمين لم يكونوا يسمّونه إلّا (مأخَذ ذي يَفَد). وما يسمّى اليوم (سدّ ريعان) كان اسمه (مأخَذُ ريعان) قال الهمدانيّ في (الإكليل: 2/311): « … كان لوادعة بن ذي مأذِن ابنةٌ تسمّى قُلَيْدة، فخطبها ابن عمّها … فقالت وكانت له كارهة: تتزوّجه على أن يُجري لها غيلاً من (مأخَذِ ريعان) إلى قصرها بوادي ضهر فعمل ذلك، فلمّا وصل الماء تردّت منَ القصر» فعلتْ ذلك كراهيةً لابن عمّها. وختم هذه الواقعة بقوله: « وفي أمثال الحِمْيَريّ(): دَوْ ٭ هَلّ ٭ قَيْلاً، ذِيْ دَوْ جَرَّ غَيْلاً» وقد شرحه الهمدانيّ؛ انظر شرحه لـ (دَوْ) و(هَلّ) في هذا الكتاب. وكثيرٌ منَ المآخذ الّتي كان اليمنيّون القدماء يبنونها لأخذ الماء من سدٍّ كسدِّ مارب وللتّحكّم في تصريفه عند سقي مزارعهم.. كان لها أسماءٌ تطلق عليها، ويلاحظ أنّ الاسم (يَثْعان) كان منَ الأسماء المختارة والمفضّلة، ولهذا كَثُرت المآخذُ الّتي أطلق عليها هذا الاسم كما هو مدوّنٌ في عددٍ من نقوش المسند، فمن ذلك نقشٌ كنت مع الأخ الدّكتور يوسف محمّد عبداللّه أوّلَ من قرأه، ومرجع ذلك إلى زيارةٍ قمنا بها إلى (مارب)؛ فقال محافظها لنا قبيل الغداء: هنالك مزرعةٌ تقع بين المدينة مارب والسّدّ، وقد أراد صاحبها مساواتها بالحرّارة ـ الجرّافة أو البولدوزر ـ فارتطمت بجسمٍ صلب، فأوقف العمل وجمع عمّالاً وأمرهم أن يحفروا رغبةً وطمعا، فحفروا إلى عمقِ نحو ثلاثةَ عشرَ مترا، وكلّ ما برزَ هو جدارٌ في غاية القوّة والإحكام، فيه كتابةٌ على حجرٍ مستطيلٍ لعلّها تشرح الغاية من بنائه.. فقال الأخ الدّكتور عبد الكريم الإريانيّ: إذاً الأخوان يوسفُ ومطهّرٌ يذهبان للتّعرّف عليه وقراءة الكتابة.. فقال الأخ المحافظ: بعد الغداء. وقال الدّكتور يوسف: ولماذا بعد الغداء؟ سنذهب الآنَ وتغدّوا وسنتغدّى بعد العودة.. وذهبنا فوجدنا بناءً في غاية القوّة والإتقان كما قال المحافظ وله انحناءٌ بانسيابٍ دائريٍّ محكم، وقرأنا النّصّ المسنديّ المكتوب بخطٍّ جميل: « عم كرب، وحياو، مع ابنهما نبط إل، من بني مقار، همُ الّذين شقّوا وحفروا وبنوا على أساسٍ متينٍ منَ المؤثر إلى القمّة، هذا المأخذ المسمّى (يثعان) الّذي هو في ملكيّتهم الخاصّة وليس لأحدٍ فيه أيُّ دعوى ولا طلب … إلخ » وذكرَ ما سيسقيه من أملاكهم الأصليّة ومن أملاكهم الجديدة الّتي اشتروها توسّعاً بفضل مأخذهم (يثعان) .. إلخ. وهنالك نقوشٌ أخرى تتحدّث عنِ المآخذ، وعددٌ منها له هذا الاسم. والماخذ: قرية في أعلى (البون).


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter