المعجم اليمني

بزز

ب ز ز

تعريف-1: بَزَّ يَبِزّ: لها استعمالاتٌ متعدّدةٌ بدلالاتٍ متقاربة، فمن ذلك ما يأتي: بَزَّ فلانٌ الحِمْل: رفعه وحمله بيده أو بين يديه أو على ظهره أو على أيّ نحو، والمصدر: البَزُوْز، واسم الفاعل: بازِزِ بفكّ إدغام الزّاي، واسم المفعول: مَبْزُوز. وجاء فعل الأمر بهذه الدّلالة في المثل القائل: «بِزُّوا بجحره وهو با يرتكِزْ»؛ أي: انهضوا به واحملوه من عجيزته وسوف ينتصب ويقوم له أمره، كأنّه قيل في شخصٍ ضعيفٍ آل إليه سلطانٌ أو جاه، ولكنّه أعجز من أن يقوم به، فتصوّره كالقعيد أو الكسيح الّذي لن يظهرَ ويبرز إلّا إذا حملوه على ذلك النّحو، وجاء الفعل الماضي في قولهم ممّا يغنّى: وانا احْمَدَكْ حَمْدَ الشّجَرْ على الما بَزّيتْ (ابُوْ غانم) مِنْ فَوق (سلمى) وقصّته أنّ (سلمى) مُقَهْوِيَةٌ في مركز النّاحية و(أبو غانم) عَرِيف جنود برّاني، فرض نفسه حملاً على المُقَهْويِة والِمْقهايَة حتّى أبهظها، فلمّا رُفع من المركز غنّى النّاس بالبيت. والبَزُوْز جاء في قول أحدهم: «ما وصّلنا إلى هُنا إلّا بزُوز الاجحار٭» وهو قولٌ سائرٌ قد يستعمل مثلاً، وقائله رجلٌ ينطبق عليه قول الشّاعر: غوى ما غوى حتّى علا الشّيبُ رأسه فلمّا علاهُ، قالَ للباطل: ابعد ولإبعاد الباطل والابتعاد عنه حجّ، وفي أثناء وقوفه في عرفة كانت امراةٌ تريد الصّعود إلى مكانٍ مرتفعٍ فلا تقدر، فالتفتت إليه وهي تحاول وقالت بكلّ براءة: «بِزّ بِجِحْرِيْ يا حاج» طالبةً المساعدة للصّعود، ففعل وهو يقول: لا حول ولا قوة إلّا بالله، وما وصّلنا إلى هنا إلّا بزُوز الاجحار. وممّا جاء في الأمثال اليمانية للقاضي إسماعيل الأكوع: «بزُوز الخرا في المَسَبّ، ولا التّسجّي للنَّسب» والمَسَبُّ: كيسٌ منَ الجلد كان النّاس يحملونه معلّقاً على أكتافهم وفيه بعض حاجاتهم، والتّسجّي: اللّجوء والاحتياج، وماضيها يجيء في مثل قول الغاضب لشخصٍ ما: «جنّي بَزَّكْ وَرَزَع»؛ أي: رفعك وضرب بك الأرض. و بَزّ يَبزّ: أخذ وتناول، يقال: بزّ لك من هذا الشّيء حاجتك، وعند تقسيم شيءٍ يقال: فلانٌ بَزّ نصيبه ويقال مثلاً: فلانٌ بَزّ عصاه وذهب، ومنَ المجاز قولهم: فلانٌ بَزّ نفسه وذهب، فحمْلُ أو أخذُ النّفسِ هنا منَ المجاز . و بزّ فلانٌ الشّيء على فلان: سلبه إيّاه أو استولى عليه، وتكون في هذا السّياق متعدّيةً بـ(على). و بزّ بمعنى: خطف ويكثر استعمالها في استنجاد الغاضب بالجنّ أو بالجنّي لخطف المغضوب عليه فيقول: بزُّوك الجنّ، أو جنِّي بَزَّك، أو لك جنّي بزّك، ومنَ الملاحظ هنا مجيء الفعل بصيغة الماضي، وكأنّ الجملة إخباريّةٌ تخبر عن أمرٍ قد حدث، مع أنّها للطّلب، والطّلب لا يتعلّق بالماضي أو بالمضارع؛ والأعجب أن يجمع في مثل هذه الجمل بين الفعلين الماضي والمضارع، فيقال: جنّي بَزّك يبِزّك، وجنّي شَلّكْ يشلّك، وجنّي صكعك يصكعك، أو لك جنّي خَطَفك يخطفك … إلخ وبَزُّوك الجنّ يبزّوكْ، وشَلّوك يشلّوك … إلخ، ولزيادة بيان غرابة التّركيب اللُّغويّ، نتذكّر أنّ ذلك لا يقال في الدّعاء إلى الله سبحانه وتعالى، والدّعاء طلبٌ من الأدنى إلى الأعلى، فالدّاعي لا يقول مثلاً إلّا: الله يحفظك؛ أي بالفعل المضارع للحاضر والمستقبل، فإذا قال شخص: الله حفظك، فإنّه يخبر عن أمرٍ قد حدث وسياقه: تعرضت يا فلانُ لخطرٍ ولكنّ الله حفظك. والمزيد اللّازم من بَزَّ هو: ابْتَزَّ يَبْتَزّ يقال: ابْتَزّ الغيم؛ أي: انقشع وابتزّ القوم؛ أي: ارتفعوا وارتحلوا، وابتزّ الجراد، وابتزّ البرد ونحو ذلك. و ابتزّ الجالس؛ أي: هبّ واقفاً، ويقال عمّن أُسيء إليه: إنّه يبتزّ ويِطّرِح منَ الألم والغضب ونحو ذلك. تعريف-2: البِزّ والبِزْي: الثّدي للمرأة، وقد يقال لغيرها منَ الإناث والجمع أبزاز؛ انظر: (ب ز ي) الآتية قريباً .


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter