المعجم اليمني

شرق

ش ر ق

تعريف-1: كلمة: شَرَق ـ بفتحتين خفيفتين ـ نقولها لحثّ المُغْتَدي على الإسراع حتّى لا يتأخّر للنّائم: اسْتَيْقظْ من نومك شَرَق عليك أو: تَحَرَّكْ شَرَق علينا، أو: اُخْرُج شَرَقْ، أو: يا لله شَرَق شَرَق, وممّا يغنى في العفويّ قولهم وهو على لسان امرأة: يا لَيْتَنِي عَيْلَهْ في مَدْرَبَ السَّيْلْ لا حَدْ يقُولِّيْ لا شَرَقْ ولا ليْلْ ومدرب٭السّيل: مصبّه منَ المرتفعات. ويقولون في إيقاظ من قد تكون بليدةً نوّامةً منَ الفتيات: قُوْمِيْ شَرَقْ يا بايِرِهْ والبَوْلْ تَحْتِشْ حايِرِهْ وتغنّى الطّاحنة الّتي تطحن الحَبّ في الصّباح الباكر وتخشى أن تُشَرِّق؛ أي تتأخّر: يا مَطْحَنَهْ جِشِّيْ شَرَقْ عَلَيّا والحَبّ بالمَوْدِيْ كَثِيْرْ عَلَيّا والمَوْدِيْ٭: الإناء الّذي يثبّت بجانب المطحن ويكون فيه الحبّ الّذي يُطحن وَدْيَةً وَدْيَة؛ انظر: (و د ي). والخصوصيّة في كلمة (شَرَق، بفتحتين خفيفتين): أنّنا نستعملها كما ورد في الأمثلة السّابقة، وليست فعلاً ماضيا؛ ولأنّنا نقول: خرجت منَ البيت شَرَق، أو: ما خرج المسافر إلّا شَرَق, كما أنّنا لا نقولها إلّا صباحاً والشّمس مؤنّثةٌ لا محالة، فكيف يمكن أن نقول: شرق الشّمس، وليست مصدراً أيضا، لأنّ مصدر شَرَقتِ الشّمس هو: شُرُوْق، وفي القليل أو المُمات في الاستعمال يكون المصدر شَرْقاً ـ بسكون الرّاء ـ ورغم أنّ لنا صيغاً خاصّةً في المصادر إلّا أنّ ليس منها هذا التّصرف في القاعدة الأساسيّة للفعل المجرّد وتصرّفاتنا ـ فيما أعلم ـ تقتصر على مصادرة الأفعال المزيدة. فلم يبقَ إلّا أن تكون كلمة (شَرَق) ظرفيّةً زمانيّةً مثل (غلس) و(غَسَق) و(سَحَر) و(غَبَش٭)، وهنا نتساءل عمّا إذا كان يوجد بينها وبين (شَرَقَت) الشّمس و(أشرقت) و(شَرَق) النّجم و(أشرق) أيّ علاقةٍ منَ النّاحية اللُّغويّة اللّفظيّة البحتة؟ هذا ما لا أملك عليه جواباً الآن، ولعلّ دراسةً أخرى توضّح ذلك. ويستحسن التّنبيه أنّنا نشتقّ منها أفعالاً فنقول: شَرَّق فلانٌ يُشَرِّق شِرّاقاً ـ أي تشريقا ـ فهو مُشَرِّق، ولا علاقة لشَرَّق بالذّهاب نحو الشّرق كما في القاموسيّة، وكما هي شائعةٌ اليوم في اللّهجات، وإنّما تعنى أنّه تأخّر حتّى وقت (الشَّرَق) والله أعلم, هذا مع العلم أنّنا نستمرّ في استعمال كلمة (شرق) في بداية النّصف الأوّل منَ النّهار؛ أي منَ الصّباح الباكر حتّى الضُّحَى، أمّا ما بعد الظهر، فإنّنا نبدأ في استعمال كلمة (غَلَس٭) حتّى حلول المغرب، وإن كنّا لا نعني بالغلس تحديداً إلّا آخر النّهار؛ انظر (غ ل س). وقياساً على استعمالنا لكلمة (غلس٭) من فترة ما بعد الظّهر ونحن نعني بالغلس آخر ضوء النّهار وأوّل ظلام اللّيل؛ أي نهاية فترة ما بعد الظّهر، فإنّ كلمة الشَّرَق قد تعني فترة ما قبل الضّحى؛ أي من وقت ارتفاع الشّمس في الأفق إلى قرب تكبّدها للسّماء وحلول الظّهر. وعلى هذا فالمسافرون في الصّباح مبالغةً في الحثّ يقولون: يا اللّه شَرَقْ عَلَيْنا شَرَقْ؛ أي سندخل في رأد الضّحى واقتراب الظّهر ولم نتحرّك؛ والمسافرون بعد الظّهر مباشرةً يبالغون في الحثّ أيضاً ويقولون: يا الله غَلَسْ علينا غَلَسْ٭؛ أي ستميل الشّمس للغروب ويحلّ المغرب ولم نتحرّك .. كلّ ذلك من باب الحثّ والمبالغة فيه، بينما للشَّرَق وقته المحدّد كما للغلس وقته المحدّد.


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter