المعجم اليمني

شرك

ش ر ك

تعريف-1: الشِّرْكُ ـ بكسرٍ فسكون ـ منَ الأرض هو: ما كان بين أثنين أو طرفين أحدهما المالك والثّاني الشّريك. يزرعها الشّريك على المناصفة أو ثلثين وثلثٌ مع المالك. والشّركة اسمٌ عامٌّ للّحم قبل طبخه وبعد طبخه. وأعتقد أنّ أصل الكلمة في دلالتها على اللّحم آتٍ منَ الشّراكة أو الاشتراك، وكأنّ النّاس كانوا من قبل تجتمع منهم الجماعة فيشتركون في شراء ذبيحة، هذا بالنّصف وهذا بالرّبع، وذاك بالثّمن كلٌّ حسب حاجته، ثمّ يذبحونها ويقسّمونها فيما بينهم بحسب ما اتفقوا عليه فهم كوّنوا فيما بينهم شِرْكة، واشتركوا في الذّبيحة ثمّ أسقِط الاسم على اللّحم نفسه, ولعلّ هذا حدث أوّلاً في بعض المناطق الّتي تصادف أن لم يكن فيها جزّارون؛ والجزارة في أعراف المجتمع الفاسدة هي من المهن المحتقرة الّتي لا يمارسها إلّا أناس الطّبقة الّتي يسمّونها ظلماً بالأطراف، فلمّا انعدم الجزّار والنّاس بحاجةٍ إلى اللّحم اخترعوا هذه الشّراكة، ثمّ سمّوا اللّحم شِرْكة، ثمّ عمّتِ التّسمية حتّى شملتِ البلاد كلّها ـ فيما أعلم ـ وتصرّفوا بها فقالو: شَرَك يشرك شركةً فهو مشترك؛ أي اشترى لحماً منَ الجزّار, يقولون: أين سارح يا فلان؟ فيقول: سارح أشرك, ويقولون: ما هذا الّذي في يدك؟ فيقول: الشّركه. ويقولون: نضجت الشّركه، وأكلنا الشّركه …إلخ. ومن عبارات الحمقى قول أحدهم وقد نام في الطّريق وهو عائدٌ بشركة فطور رمضان حتّى أذّن المغرب: «أذَّنَتْ الشّركهْ والمغرب بطرفي», وفي الأمثال: «شِرْكِهْ بَيْنْ سبعهْ ما تبسل»؛ أي: ما تنضج، يقال في فشل العمل الّذي يتولّاه أكثر من واحدٍ دون حاجةٍ لذلك. ومن أحكام ابن زايد: إِذا عُرضْ لحم بالدَّينْ فاحذِّرَكْ عَمْرو تِشْرَكْ يِجي القضا وانت مُفلسْ ولا يبالي بِهَزْرَك٭


المعجم اليمني في اللغة والتراث بواسطة: أرشيف اليمن twitter